جهود حثيثة يبذلها المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا لأجل عقد جولة جديدة من مباحثات جنيف، توجت بتصريح رمزي عز الدين رمزي، من دمشق، أن نظام الأسد وافق على حضور المباحثات، ولكن ذلك كان قبيل ساعات من إطلاق الثوار وكتائب المعارضة لمعركة فك الحصار عن حلب.
تليد صائب، منسق الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أكد أن شكوك البعض حول إمكانية ذهاب النظام إلى جنيف قطعتها تصريحات نائب المبعوث الدولي “رمزي”، أول أمس الاثنين، وتسريبات الروس قبلها أن النظام مستعد لحضور مباحثات جنيف خلال الشهر الجاري.
وتابع صائب، في تصريح للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري، بالتأكيد النظام سيحضر جنيف، فإن المراقب لما يحدث على الأرض السورية لم يكن بحاجة لتصريحات رمزي والروس حول حضور النظام لمفاوضات جنيف، فقبل كل مفاوضات بين النظام والمعارضة تصدر الأوامر بقطع الإمدادات عن الجيش الحر وعن باقي فصائل المعارضة المسلحة، وبالوقت نفسه تتقدم قوات النظام على الأرض بمساعدة مباشرة من روسيا وإيران والأحزاب والميليشيات الأخرى كحزب الله ولواء أبي الفضل العباس وغيرها بموافقة ضمنية أمريكية يعكرها (لذر الرماد في العيون) بيانات استنكار أمريكية تشبه بيان القذافي (طز في أمريكا) قبل أن تقصف بيته.
وفيما يجهد المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا لتوفير الشروط الضرورية من أجل عقد جولة جديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف، نهاية الشهر الحالي، نبهت فرنسا إلى أن تحقيق أمر كهذا لن يكون ممكنا إذا ما استمر مستوى العنف على حاله، خصوصا في مدينة حلب التي تعيش كارثة إنسانية.
ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بخيبة الأمل لمجيء الأول من آب/أغسطس دون انتقال سياسي يساعد في إنهاء الحرب في سوريا: إن الموعد المستهدف حدد في وقت سابق هذا العام عندما كانت هناك آمال في تماسك المحادثات السياسية في ظل تراجع العنف، وأنه من الضروري على نحو واضح أن تمنع روسيا نفسها ونظام الأسد من تنفيذ عمليات هجومية مثلما هي مسؤوليتنا أن نمنع المعارضة من الدخول في تلك العمليات.
هذا فيما نوّه صائب إلى أن المطلوب من المعارضة السورية أن تذهب إلى جنيف وقد خسرت على الأرض أماكن ومناطق مهمة جدا، لتقبل بالحلول التي يريد صانعو القرار (الأمريكان أولا والروس ثانيا) أن يفرضوها على الشعب السوري.. وفد يشكله النظام ليمثله يقابله وفد كان من أزلام النظام يمثل المعارضة، ويتلقيان تعليماتهما من مصادر تتلقى التوجيهات جميعها من نفس المصدر.
واعتبر منسق الأمانة العامة في تيار الغد السوري أن مفاوضات جنيف المزمع عقدها خلال هذا الشهر “إن عقدت” ستكون محاولة للانقلاب على مقررات ومخرجات جنيف 1 وجنيف 2، وإيجاد صيغة تجعل من بقاء النظام في المرحلة الانتقالية وما بعدها أمرا واقعا وشرعيا.. بل وربما تقبل ببقاء بشار نفسه بهاتين المرحلتين ممكنا أيضا، وإن تم ذلك.. فسوريا ستبقى في أتون الحرب.. والكلمة الفصل ستصير للبندقية والرصاص.