عبدالجليل السعيد: هبّة حلب ساهمت بإنهاء معاناة المدنيين

قال عبد الجليل السعيد خلال مداخلة مصورة أذيعت على قناة “الغد” الفضائية إن ما نتمناه دائما كسوريين هو أن لا يتعرض المدنيون لأي مشكلة جراء أي تفصيل من تفاصيل...

قال عبد الجليل السعيد خلال مداخلة مصورة أذيعت على قناة “الغد” الفضائية إن ما نتمناه دائما كسوريين هو أن لا يتعرض المدنيون لأي مشكلة جراء أي تفصيل من تفاصيل الصراع في سوريا، منوها إلى أن ما جرى في حلب مؤخرا هو حصار للمدنيين حاول النظام السوري المجرم وحلفاؤه أن يضعوا المدنيين في حلب في حالة تشابه ما جرى في مضايا والزبداني.

وأكد السعيد في حلقة حوارية من برنامج “المسار السوري” على القناة تناولت موضوع ربط معارك حلب الأخيرة باسم النقيب “إبراهيم اليوسف” ودور جماعة “الإخوان المسلمين” في الأزمة السورية، على أن أي تحرير يساهم في إخراج المدنيين في سوريا وإنهاء معاناتهم ونكبتهم ودعم العاملين على الأرض يجب أن تكون من أولويات السياسيين السوريين.

كما أكد عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري على أن الهبة الثورية التي قامت بتحرير وفك الحصار عن مدينة حلب هي هبة مرحب بها شعبيا داخل المدينة، لأنها ساهمت بإنهاء معاناة هؤلاء الناس، أما الدخول في التفاصيل فيتعلق بقراءة جدية ومنطقية هي أن الثورة السورية، بحد ذاتها، ثورة هدفها الحرية والديمقراطية وإرساء العدل وبناء دولة المواطنة.

وناشد السعيد أن يبتعد السوريون عن التفاصيل الخلافية التي تساهم بإضعاف المعارك على الأرض وتشتتها وتنقلها إلى جهات أخرى، منوها إلى أن “أخلاقنا كسوريين وكثوار وكأحرار ليست كأخلاق النظام ومن والاه، ويجب أن نبتعد عن المسائل الخلافية التي تجير أي معركة على الأرض لصالح فصيل معين أو لصالح حزب معين أو لصالح حركة معينة.

وتحدث السعيد عن الإفلاس السياسي الذي أصيبت به جماعة الإخوان المسلمين وبالذات في سوريا، واعتبر أن هذا الإفلاس يدفعها أحيانا إلى إدخال تسمية قد تضر بحالة الثورة السورية، مؤكدا على أن الإخوان المسلمين في حالة تراجع داخل صفوفهم وكوادرهم، وأن وجودهم على الأرض منحصر ببعض الأسماء والشخصيات، أما الواقع فيقول إن السوريين، كما رفضوا حزب البعث الذي يقوده بشار الأسد ومن قبله أبوه وزمرتهم الفاسدة، فإنهم يرفضون أيضا أي مشروع لأسلمة الثورة السورية أو لأخونتها، والمنطق الذي يتحدث عن الإسلام السياسي أو عن الحالة الإخوانية في الثورة هو منطق ضعيف، لهذا فإن الذي يتبنى شخصيات مختلف عليها كإبراهيم اليوسف وما فعلته في الثمانينيات لا يخدم المشروع الثوري والحالة الثورية السورية.

وقال السعيد أيضا: نعلم أن الإخوان المسلمين حاولوا الهيمنة على الكثير من أجسام المعارضة السورية بدأ من المجلس الوطني وانتهاءا بالإئتلاف وهيئة التفاوض، وبالمحصلة أعادوا انتاج النظام السوري نفسه.. الإخوان المسلمون حينما مُنحوا خياراتهم أعادوا لنا إنتاج شخصيات تابعة للنظام، واليوم يتعاملون مع السيد رياض حجاب على أنه منسق للمفاوضات السورية ويقفون وراءه في سبيل تقويته، واختاروه ووضعوه على رأس المعارضة، والرجل هو أحد أهم أركان النظام الأسدي في مرحلة ما بعد الثورة.

وأشار السعيد إلى أنه “وكما هو معروف في بداية الثورة فإن جماعة الإخوان المسلمين ساهمت، مع كل أسف، بشراء الذمم وإضعاف الجيش السوري الحر، وكانت هناك تجربة هيئة حماية المدنيين التي تقدم بها أحد عرّابي الإخوان المقيمين في أوروبا ممن لا يعرف كم تبعد مدينة حلب عن دمشق “هيثم رحمة” عضو الائتلاف السوري وأحد المعارضين البارزين، وفي عام 2012 قام بإنشاء ما يسمى “جيش الإخوان الأول” أو “هيئة حماية المدنيين”، والتي بدأت بشراء الذمم وإضعاف الجيش الحر، وادعوا أن العقيد رياض الأسعد تابع لهم وأن فلان ليس تابعا لهم، ومن هنا قويت الجماعات المتشددة، مؤكدا أن القراءة الحقيقة لإضعاف الجيش الحر جاءت من الإخوان المسلمين.

كما نوه السعيد إلى أن “جبهة النصرة” نفسها التي سُميت اليوم “جبهة فتح الشام” كانت في وقت من الأقات ولازالت أخطر من تنظيم الدولة.. وقال: دعك من كل الأسباب ولكن استحضر أمرا واحدا، من جلب إلينا داعش التي أفسدت الثورة ودمرتها؟ إنها جبهة النصرة نفسها… الجولاني نفسه هو من أتى بالبغدادي إلى سوريا، والبغدادي اختلف مع الجولاني حول تقاسم “الكعكة”، ولذلك أصبح ذلك “دولة” وهذا “نصرة”، واليوم البغدادي والجولاني يعلنون ولاءهم وارتباطهم بأجندة مختلفة، ويقول الجولاني للسوريين إنه بعد أن استشار وبعد أن ائتمر أتاه الإذن من “شخص” جالس في كهف لا يقدم ولا يؤخر، أراد أن يفك اسمه وارتباطه به، وليس كرمى للشعب السوري وشهدائه وثورته المباركة التي سمحت للجولاني وغير الجولاني أن يتنطع وأن يتحدث باسمها.

وأضاف السعيد، بالمقابل الإخوان المسلمين يمتلكون من الخبث والدهاء السياسي في الهوامش المتاحة لهم أن يلعبوا في صفوف الثوار، وأن يحاولوا شراء الذمم.. الإخوان المسلمون كانوا يأخذون المال الذي يأتي لدعم الثورة ويجيرونه لمصلحة ولائهم وليس للكفاءات التي تعمل على الأرض، ويجب علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا واحدا لا ثاني له من الذي ساهم بإضعاف الجيش الحر الذي هو الضامن الحقيقي للثورة، والذي هو الضامن الحقيقي للبلاد وقوّى التنظيمات المتطرفة؟.

أقسام
الأخبار المميزةنشاطات التيار

أخبار متعلقة