انتهى فريق من الهلال الأحمر العربي السوري، يوم أمس الجمعة، المرحلة الأولى من إخلاء مدينة داريا في ريف دمشق من ثوارها وسكانها، حيث غادر نحو أربعمائة مقاتل مع أسرهم باتجاه المناطق المحررة في مدينة إدلب، فيما غادر ستمائة مدني إلى بلدتي قدسيا والكسوة وصحنايا بريف دمشق.
وقد مر خط سير المخرجين عبر مناطق سيطرة النظام وصولا إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، حيث يتم نقلهم من هناك إلى مناطق خاضعة للمعارضة بعد منتصف الليلة الفائتة وتابعوا طريقهم إلى إدلب حيث كانت بانتظارهم منظمات المجتمع المدني التي أمنت لهم أسباب الإقامة والاستقرار.
هذا فيما قالت مصادر إخبارية إن المرحلة الأولى من اتفاق إخلاء مدينة داريا انتهت، وأنها تضمنت إخراج عدد من الأهالي إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق، مؤكدة أن أغلب الأهالي البالغ عددهم نحو أربعة آلاف شخص سينقلون إلى مراكز إقامة مؤقتة.
وأوضحت المصادر أن ثلاثمائة مقاتل، من أصل سبعمائة، تم إخراجهم باتجاه إدلب مع أسرهم، كما نقلت عن قائد في قوات النظام أن داريا ستكون اليوم السبت خالية من المسلحين الذين سيتركون أسلحتهم الثقيلة بالمدينة، وأكدت المصادر أن مقاتلي داريا سيحملون معهم أسلحتهم الخفيفة، وهو ما أكدته صور المقاتلين أثناء خروجهم.
في الأثناء، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا استفان دي ميستورا أن الوضع في داريا خطير للغاية، مشددا على ضرورة حماية سكانها خلال أي عملية إجلاء، وأن تتم تلك العملية بشكل طوعي.
وذكر دي ميستورا في بيان رسمي له أن الأمم المتحدة لم تشارك في المفاوضات، ولم يتم التشاور معها بشأن الاتفاق الذي تم يوم الخميس الفائت بين المعارضة والنظام، وناشد مجموعة الدعم الدولية لسوريا “أصدقاء سوريا” وغيرها من الداعمين وقف الأعمال العدائية وضمان أن يتم تطبيق هذا الاتفاق وما يليه.
وقالت الأمم المتحدة إن فريقا من موظفيها توجه مع الصليب الأحمر الدولي إلى داريا للقاء جميع الأطراف، وشددت على ضرورة حماية المهجرين.
وكانت لجنة من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وممثلين عن النظام قد دخلت إلى مدينة داريا، تمهيدا لإخراج مقاتلي الثوار والمدنيين من المدينة، وذلك تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وفد من النظام وممثلين عن الهيئات المدنية والعسكرية في المدينة.
وكانت قوات الأسد قد سيطرت مؤخرا، على الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة داريا لتحاصر في مبانيها السكنية حوالي 8 آلاف مدني، وذلك بعد حصار كامل منذ أكثر من 4 أعوام، وكانت تحاول اقتحامها يوميا تحت وابل من القصف العنيف بمختلف الأسلحة المحرمة دوليا، بينما يعاني أهالي المدينة من نقص الدواء والغذاء وأساسيات العيش الكريم.