أعربت الجامعة العربية عن تحفظها إزاء الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النظام وثوار داريا، والذي قضى بإنهاء الحصار المفروض على مدينة داريا بريف دمشق، واقتضى إخلاء جميع سكان المدينة خلال 4 أيام إلى إدلب ومناطق في دمشق.
حيث اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان له يوم أمس السبت، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الحصار المفروض على داريا يمثل تطورا مثيرا للقلق رغم إنهائه لمعاناة المدنيين الأبرياء، خاصة وأنه لم يتم تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى أن هناك خطورة في مثل هذا النمط من الاتفاقيات لتسوية أوضاع بعض المدن والمناطق السورية، مؤكدا أن مسألة تفريغ المدن من سكانها الأصليين وإجبارهم على مغادرتها تحت التهديد تعد مخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأضاف البيان أن هذا قد يمهد لتسويات مشابهة تنطوي على تغيير ديموغرافي لأوضاع المدن السورية، الأمر الذي سيرتب آثارا سيصعب محوها على مستقبل سوريا وشعبها كبلد موحد.
هذا وكانت قافلة تضم مقاتلين وعائلاتهم من مدينة داريا باتجاه مدينة إدلب قد وصلت فجر هذا اليوم الأحد إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، لتصبح داريا خالية من سكانها وخاضعة بالكامل لسيطرة النظام.
وقالت المصادر الميدانية من قلعة المضيق إن القافلة، التي تضم 15 حافلة، وصلت حوالي السادسة ونصف صباحا بتوقيت سوريا، مشيرة إلى أن خمس حافلات كانت قد وصلت قبلها بنحو نصف ساعة، وتضم القافلتان 1124 شخصا منهم 937 مقاتلا و97 امرأة، بالإضافة إلى 104 أطفال سيتم نقلهم جميعا إلى ريف إدلب.
وبهذا أصبحت داريا خالية تماما من السكان بعد انتهاء المرحلة الثانية من الاتفاق بين المعارضة والنظام، بعد خروج تسع قوافل من الثوار وعائلاتهم باتجاه المناطق المحررة استمر منذ صباح الجمعة إلى فجر اليوم الأحد، وأجلي جميع السكان البالغ عددهم ثمانية آلاف نسمة من المدينة التي حاصرتها قوات النظام أكثر من أربع سنوات.