هذا عنوان لكتاب صدر عن المؤلف الفرنسي “ريجس دوبريه” في سبعينيات القرن الماضي غرضه الأساسي تقويم الاعوجاجات التي تعرضت لها العملية الثورية آنذاك.
البشر يقومون بالثورات، والبشر خطّاؤون، ولكن الثورة الوطنية ليست مسؤولة عن أخطاء وتشوهات عناصر وفئات الثورة المضادة، لا سيما تلك التي ترفع اعلاماً وطنية أو التي تنتحل ألقاباً وطنية.
بكل بساطة انطلقنا من أجل الحرية والكرامة المفقودتين عندنا منذ عقود مريرة مضت، عانينا فيها أشد أنواع الاضطهاد وأقسى درجات الاستهانة بالإنسان.
وها قد دخلنا في السنة السادسة من عمرنا! نعم “عمرنا” لأن الزمن الذي سبق ١٥ آذار ٢٠١١ لم يكن عمراً إنسانياً، لم نكن بشراً.
ما الذي حققناه طيلة السنوات الست الماضية؟.. هل أنجزنا شيئاً من أهدافنا بالرغم من كل التضحيات البشرية والمادية؟.
ما أنجزناه حتى الآن ينحصر في حيزاته المعنوية ليس إلا، فقد كسرنا حاجز الخوف وتفوقنا على أنفسنا حينما نزعنا القيود من قلوبنا قبل عقولنا وأيادينا.
على صعيد الواقع، ومثلما يقولون، أنّ الحرب كرّ وفرّ.. وكذلك الثورة، انتصرنا وانكسرنا.. لو بقينا لوحدنا، لحالنا، لما آلت أمورنا إلى ما آلت إليه الآن.
إنها الثورة المضادة المدججة بالأموال الفاسدة والأسلحة المأجورة، أخذتنا على حين غرة، وهذه هي غفلتنا القاتلة والتي ترتقي إلى مستوى “الجريمة”.
نحن الآن في حال أليم.. هل نيأس؟.. من ييأس كمن ينكر وجود الله.
لا أجد سبباً للغوص في تشخيص حالنا، فكلنا نراه ونعيشه في لحظته.. المهم عندي هو الطريق، طريق النجاة والنجاة في “الصدق”.
إذن.. لابدّ من “لقاء القوى الثورية” في شتى المجالات السياسية والإعلامية والعملياتية لبناء مرجعية مركزية تقود العملية الثورية السورية بدءاً من إعادتها إلى مسارها الوطني الشامل وحتى تحقيق أهدافها العادلة.
مطيع السهو – تيار الغد السوري