تمر سوريا بأحداث كبرى ومخاطر وتحديات متفاقمة ماتزال مفاعيلها السلبية تتعمق في ثنايا الجسد السوري وتجرفه نحو أسوء حالات الضعف والتردي مع اشتداد الهجمة المعادية والمحاولات المحمومة للقوى الانفصالية والطائفية، وإلى جانبها كل أعداء سوريا والعملاء والمتواطئين والقوى الظلامية.
وفي إطار تنفيذ الحلقات المتقدمة من المخطط الذي يستهدف القضاء على إرادة التحرير والحرية والنهوض والتقدم للشعب السوري، وحرف التطلعات المشروعة له بأساليب ملتوية غاية في المكر والخديعة، ومحاصرة وإضعاف المشروع الوطني، وإضعاف الكيانات الوطنية وشرذمتها وتحول أجزائها إلى كانتونات مذهبية وطائفية وقومية وعشائرية متضاربة المصالح، تدور في فلك هيمنة ونفوذ القوى الخارجية الخاضعة لإملاءات ونفوذ الكيان الإقليمي، حيث يضمن إحكام السيطرة والتحكم بقدرات واستباحة الثروات ومصادرة إرادة وطموح أبنائها في التحرر والتقدم والوحدة.
المآسي والكوارث كانت بمثابة مخاض عنيف وامتحان قاس لعموم أبناء سوريا وخاصة النخب المثقفة والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالثوابت الوطنية، ولذلك يتوجب عليها مراجعة المرحلة الماضية والوقوف على سلبياتها.
ومن أهم الأسباب التي أدت إلى الحالة المزرية من التراجع نكوص التيار الوطني، قصر النظر والتحجر السياسي وأساليب العمل السطحية في التعامل مع معضلات الواقع وانعكاساتها المضنية على الصعيد الشعبي.
حيث وصلت إلى قناعة ثابتة تنامى لها التأييد الشعبي وتصاعد اتساعه وأخذ شكل التيار العام في دعواته الملحة إلى إطلاق الحريات العامة وترسيخ مفهوم المواطنة والمشاركة الشعبية الواسعة في صنع القرار ورسم السياسات العامة والشفافية في العمل والتنفيذ بدءا من أعلى المستويات، والقضاء على ظواهر الفساد السياسي والعسكري والإداري والمالي وإتاحة الفرص المتكافئة للجميع.
مطيع السهو – تيار الغد السوري