بعد تأسيسه بستة أشهر جاء الاجتماع الأول للأمانة العامة والمكتب السياسي بتيار الغد السوري في القاهرة ليؤكد على الحل السياسي في سوريا، كما بحث التطورات السياسية والميدانية التي تزداد تعقيدا على حد تعبير رئيس التيار، أحمد الجربا، الذي قال إن الظروف التي يعيشها شعبنا السوري بالغة التعقيد، والمقتلة السورية في حالة ازدياد، والحل السياسي الآن في حالة جمود وركود.
قضايا هامة وحساسة بحثت في اجتماع تيار الغد السوري، وتبقى رؤية الاجتماع وفعالية قراراته معلقة بقدرته على مواجهة التحديات الماثلة في الأزمة السورية، بحسب ما رأت قناة روسيا اليوم.
والحديث عن الجهود الدولية لاستئناف العملية السياسية كان حاضرا في الاجتماع وكذلك عملية درع الفرات التي أطلقتها أنقرة بمشاركة فصائل سورية معارضة حظيت بنصيب هام من النقاش حيث أطرها البعض في سياق التحولات الكثيرة في الأزمة السورية.
حيث قالت السيدة مزن مرشد لقناة روسيا اليوم إن التدخل التركي برأيي هو تدخل مثل باقي التدخلات فجميع الدول العظمى صارت مشاركة في الحرب في سوريا، والتدخل التركي له إيجابيات وله سلبيات، ولسنا بصدد الحديث عنها، ولكن محاربة الإرهاب شيء ضروري.
كما قد ناقش الاجتماع الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت العمليات العدائية، والتي زادت من معاناة السكان في المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة، حيث قال منذر آقبيق الناطق باسم التيار لقناة روسيا اليوم: الآن تعقدت جهود العملية السياسية بسبب تصعيد العنف على الأرض ومن الواضح أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم في فيينا العام الماضي قد فشل الآن.
كما قال الناطق باسم تيار الغد السوري، خلال لقائه على شاشة “الغد” الإخبارية، إن الاجتماع الذي عقده التيار في القاهرة دار حول الوضع السياسي في سوريا، وعمل المكتب السياسي للتيار منذ التأسيس وحتى اليوم، بالإضافة إلى مناقشة اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم بين الجانبين الروسي والأمريكي في فيينا العام الماضي، ولم يصمد أكثر من أسبوعين ليعود العنف بشكل أكبر.
وأضاف أقبيق، أن هناك اجتماعات دبلوماسية بين واشنطن وموسكو، وحتى هذه اللحظة لم يتم التوصل لاتفاق لوقف الأعمال العدائية الأمر الذي يحبط عميلة السلام، وأوضح أن تيار الغد يؤمن بالدورين الأمريكي والروسي في الأزمة السورية، وتم الاتصال مع الطرفين، حيث قام التيار بلقاء وزير الخارجية سيرجي لافروف في روسيا، بالإضافة إلى لقاء المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا مايكل رانتي بالقاهرة.
وأكد أقبيق أن تيار الغد أوضح للطرفين أهمية أن يكون هناك دفع إيجابي لوقف إراقة دماء السوريين ووقف الكارثة الإنسانية في سوريا. مشيرا إلى أدوارا أخرى للاعبين الإقليميين على الساحة السورية.
من جهته قال عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، قاسم الخطيب، إننا في تيار الغد السوري نتأمل من السيد استيفان دي مستورا ومن المجتمع الدولي أن يكون جادا في الدعوة إلى طاولة التفاوض أو لجولة أخرى من محادثات السلام في جنيف، ونحن أكدنا على هذا الموضوع، وأكدنا على ضرورة محاربة داعش والقوى الظلامية الموجودة على الأراضي السورية، وهذا خطر سرطاني بات يشكل خطرا على أي إنسان في الكرة الأرضية، فالإرهاب ضرب في كل مكان ونحن منذ البداية دعونا إلى محاربة الإرهاب ومحاربة القوى الظلامية، كما أكدنا على مسألة غاية في الأهمية وهي أننا نرحب بأي مبادرة عربية سواء صدرت عن الإخوة المصريين أو من المملكة العربية السعودية ونحن نعول كثيرا على هذا الموضوع.
وأضاف الخطيب أنه يجب أن تنتهي مأساة الشعب السوري ومن المفروض أن نكون نحن كمعارضة سورية وكدول عربية شقيقة مساعدة للشعب السوري وأن ننهي في هذه الفترة مأساة هذا الشعب. مؤكدا “نحن نرحب بوقف الأعمال العدائية على الشعب السوري، ونؤكد على هذا الموضوع، وفيما يخص السيد استيفان دي مستورا ودعوته أيضا، وهذا ما ذكرناه في البيان. نحن نرحب بأي توافق روسي أمريكي، وإذا لم يكن هناك توافقات دولية مسبقة فالسيد دي مستورا لن يدعو أحدا إلى أي جولة تفاوضية، وهو دائما يؤكد على هذا الموضوع، ونحن التقينا مع السيد دي مستورا عدة مرات حيث أكد أنه إذا لم يكن هناك تفاهمات دولية مسبقة وتنفيذ لقرارات مجلس الأمن وضمانات دولية لا يمكن أن يدعو إلى جولة أخرى في جنيف.
وحول عملية درع الفرات التي تقوم بها أنقرة بمشاركة فصائل سورية قال الخطيب: إننا نرفض أي تدخل عسكري على الأراضي السورية، واليوم أصبحت سوريا ساحة صراع وحل أزمات العالم من خلال دماء الشعب السوري، وأي تدخل عسكري في الأراضي السورية نحن نعتبره مرفوضا.
ومن جهته قال عبد الجليل السعيد، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، لقناة “الغد” الإخبارية: إن التيار الذي يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة وينشط منذ منتصف آذار/مارس الماضي عقد اجتماعه السنوي الأول الذي ناقش فيه الأوضاع السياسية والمحطات الدولية التي توقف عندها، ومنها الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد التيار إلى موسكو وزيارة باريس، وكذلك لقائه بالسفير الأمريكي مايكل راتني، كما ناقش الحالة الإنسانية والحالة الميدانية في سوريا والملف السياسي الحاضر في كل تفصيل.
وحول رأي التيار في التواجد العسكري التركي في سوريا الآن، قال السعيد إننا نناقش هذا التواجد من حيث المصلحة السورية، والأتراك يعملون وفق مصالحهم، وهم يتدخلون من أجل حفظ أمنهم القومي، والأزمة في النظرة التركية حيال الملف السوري تكمن في أن الأتراك دائما يعولون على الإخوان المسلمين في كل تقدمهم وتحركاتهم وينشدون دائما الملف السوري من خلال القضية الكردية.
وأضاف نحن في سوريا نعتبر أن المكون الكردي بكل أقسامه مكونا أصيلا، وهو مكون متواجد اختلفنا أم اتفقنا معهم، نحن في الآخر سوريون نتلاقى معهم على ميادين السياسة وميادين العمل، ونحاول أن نصحح أخطاءهم كما يصلحون أخطاءنا. ونحن في تيار الغد السوري ليس مبدؤنا أن نحب ما تحبه الدول لنا أو نكره ما تكرهه الدول لنا، نحن ننطلق من مصالحنا وثوابتنا الوطنية، وهذا يعني أننا لسنا فقط عقلاء في السياسة وإنما نمارس العقلانية والواقعية في خطابنا السياسي وعملنا الميداني.
وكان رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا قد أعلن في البيان الختامي لاجتماع المكتب السياسي والأمانة العامة للتيار أن التيار يبذل كل طاقاته من أجل الوصول إلى حل يبدأ بوقف القتال وينتهي بالانتقال السياسي. مضيفا أن من مصلحة سوريا إيجاد تفاهم روسي أمريكي لصياغة حل ينهي نزيف الدماء، ومشددا على ضرورة مواصلة السعي لإيجاد مخرج للتفاهم بين القوتين العالميتين.
كما أكد رئيس التيار على أنه لا يمكن إيجاد حل في سوريا إلا بمشاركة العرب، وخاصة مصر والسعودية، منوها إلى سعى التيار للوصول لمبادرة عربية برعاية الجامعة العربية لحل الأزمة السورية.