قال الناطق باسم تيار الغد السوري، منذر آقبيق، لوكالة “آكي” الإيطالية، إن “موضوع إعادة العلاقات بين أردوغان والأسد أصبح أمراً وارداً الآن، بعد أن كان من المستحيلات، والسبب الوحيد لذلك هو الموضوع الكردي، بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، على مناطق واسعة غرب نهر الفرات، الأمر الذي تعتبره تركيا خطراً بالغاً على أمنها القومي، وهي تحتاج إلى تعاون روسي معها في هذا الملف، وقد يكون الثمن سياسياً تليين موقفها تجاه الأسد”، حسب تقديره.
إلا أن آقبيق، استبعد في المقابل أن تتخلى تركيا عن المعارضة السورية السياسية أو المسلّحة، وقال “على العكس، ستستفيد تركيا من علاقاتها القوية مع هذه المعارضة، لأنها ستكون أوراق قوة بيدها”.
ووصف الناطق باسم تيار الغد السوري الدور الإيراني في سوريا بأنه “تخريبي، ومعادٍ للشعب السوري”، واعتبر أنه “من الأفضل أن تجرّ تركيا إيران إلى نهج سياسات مختلفة وتصالحية مع الشعب السوري، عن طريق سحب حرسها الثوري وميليشياتها من البلاد، بدلاً من أن تجر إيران تركيا إلى القبول بدورها السيء في سوريا”.
وفي ذات السياق، نفى الكرملين تقارير لوسائل إعلام مقربة من النظام السوري تحدثت عن “تحضيرات لوجستية” للقاء قريب يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، برعاية روسية.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قال الأسبوع الماضي إن بلاده بدأت محاولة جادة لتطبيع العلاقات مع سوريا، دون أن يُعطي أية إيضاحات.
لكن مسؤولين أتراك تواصلوا مع المعارضة السورية، ونفوا وجود أي وساطة، روسية أو إيرانية، بين أردوغان والأسد، وشددوا على أنها إشاعات وبالونات اختبار.
وكان الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أعلن فى مؤتمر صحفى أمس الأول فى مدينة هانغتشو الصينية، التى استقبلت قمة العشرين أوائل الأسبوع الجارى، أن اقتراحه بإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية – السورية لم يلق رداً إيجابياً من طرف البلدان المهتمة.
أما فيما يتعلق بفشل المحادثات الأمريكية – الروسية وما تعنيه بالنسبة للأزمة السورية والوجود العسكرى التركى فى سوريا، قال أردوغان إن الوجود العسكرى التركى شمال سوريا لا يمثل تجاوزاً للسيادة السورية، مضيفاً أن اعتداء تنظيم داعش الإرهابى الذى استهدف حفل زفاف فى غازى عنتاب بتركيا وقتل فيه العشرات تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عاماً كان أحد الأسباب التى شجعت الخطوة العسكرية.
وتجدر الاشارة إلى أن المعارضة السورية أصبحت أكثر حذراً مما يمكن لتركيا أن تفعله من أجل مصالحها، خاصة وأن القيادة التركية أعلنت عن تحديين، الأول “تصفير” مشاكلها الخارجية، والثاني منع الأكراد السوريين من فرض إقليم مستقل أو فيدرالي على طول الشمال السوري، وتخشى المعارضة أن تتم صفقة بين تركيا والنظام لا تحقق لها الحد الأدنى الذي تسعى لتحقيقه.
لكن تركيا، أكّدت مرارا أن موقفها في هذا المجال ثابت وواضح، وشدّدت على أن عملية انتقال سياسي في سوريا لن تنجح في ظل وجود الأسد بالسلطة.