قال أحمد شبيب، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، في تصريحات خاصة لمكتب تيار الغد الإعلامي إن كل الأحداث والتطورات تعاكس إرادة السوريين وتعمّق جراحهم، إذ يتلذذ العالم بقتلهم وقهرهم وكسر إرادتهم. مضيفا أن فشل الاتفاق الأمريكي الروسي بعيد الإعلان عن قرب التوصل إليه لم يكن أول خيباتنا ولن يكون آخرها. لقد أعلن الأمريكان عدم التوصل إلى اتفاق مع الروس، هذا الاتفاق الذي كنّا نعوّل عليه في وقف إطلاق النار، وبالتالي تخفيض مستوى العنف إلى الدرجات الأقل وإغاثة المناطق المحاصرة.
“سنعود إلى عواصمنا للتشاور بعد تراجع الروس عن قضايا اعتقدنا أننا توافقنا عليها” هذا ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية، وهذه العودة ستكلف السوريين آلاف الشهداء، بحسب شبيب.
وأضاف شبيب في الوقت الذي كان الجوع يأكل من أعمار أهلنا في المناطق المحاصرة، وبراميل الحقد تقتل الأطفال نياماً في مدينة حلب، وعيون أهالي داريا تتجه نحو بلدتهم التي غادروها مرغمين، وقلوب أهالي المعضمية والوعر تتمزق ألماً وقلقاً كانت مفخخات داعش تنفجر في مناطق مؤيدة للنظام، وفي مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. إنها معادلة الموت السورية العشوائية التي لا تكل ولا تمل ولا تشبع من دمائنا. خطط لها وتحكم بها نظام شرير بمساعدة حلفائه الإيرانيين والروس، مستغلين لا أخلاقية أمريكية وعجزا أوروبي وعربيا غير مسبوقين.
وأشار عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري إلى أنه من الناحية السياسية يبدو أن الخلاف الأساسي في وجهات النظر واختلاف الأولويات في الملف السوري له أسباب عديدة، إذ يدرك الروس ضعف الإدارة الأمريكية الحالية وعدم قدرتها على التأثير، وبالتالي يمارسون التشدد خلال أي مباحثات، بينما يرى الأمريكان بأنه من غير المفيد الدخول مع الروس بأي اتفاق إلا إن كان لهم اليد العليا في فرض شروطهم. لذلك ستستمر محنة الشعب السوري، وللأسف سيقتصر الحراك السياسي على اجتماعات عبثية غير ذات جدوى، وتصريحات وبيانات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأكد شبيب أننا “نراهن على صحوة سورية تقود إلى مراجعات دقيقة لأسباب الفشل وتأخر النصر، ووضع الحلول والسبل لمواجهة هذه الكارثة الواقعة على السوريين، والعمل فوراً على توافقات وطنية تجمع السوريين وتتجاوز العصبيات القومية والقبلية والعشائرية والمناطقية والقبلية. كما نراهن أيضاً على صحوة عربية تقود إلى إطلاق مبادرة عربية للحل في سوريا وفرضها وتطبيقها لأن كل فراغ سيتركه الأشقاء ستملؤه القوى الأخرى التي ما ملّت محاولات مدّ النفوذ وتقاسمه في وطننا سوريا.
وكانت صحف عربية قد تناولت تداعيات المحادثات الروسية الأمريكية حول الأزمة السورية على هامش قمة العشرين التي عقدت في الصين، وأبدت الكثير منها تشاؤما حيال المحادثات وأشارت إلى “فشلها”، بينما أشار بعض الكتاب إلى أن “الهوة بشأن سوريا تزداد يوماً بعد يوم” بين البلدين.
وأفادت تقارير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتمعا لقرابة 90 دقيقة على هامش قمة العشرين في الصين، بعد ساعات من فشل وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في التوصل إلى اتفاق بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا.
كما أكدت بعض التحليلات أن الرغبة في التسوية السورية موجودة ومطلوبة لدى الروس والأمريكان على حد سواء، لكن فرقا كبيرا بين الرغبة والقدرة والإنجاز، وأن مسارات التسوية أصبحت مفتوحة، لأن الجميع وصل إلى قناعة بضرورة الحل، لكنها ستبقى معلقة على التفاهم الأمريكي الروسي وهو ما لم يتبلور نهائيا حتى الآن.