أعلنت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تتوقع انفصال فصائل المعارضة المعتدلة في سوريا عن جبهة فتح الشام “جبهة النصرة” خلال الأيام القريبة القادمة، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن رفض 21 فصيلا مسلحا بالمعارضة السورية الالتزام بالهدنة ووقف الأعمال العدائية يمثل تحديا سافرا للجهود الروسية الأمريكية الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية.
ونقلت وسائل إعلامية عن مساعد الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قوله “في الأيام القريبة القادمة، ونحن نتواصل مع المعارضة المعتدلة، وهم يفهمون أن اختلاطهم بـ”جبهة النصرة” ليس من مصلحتهم، نتوقع أن نرى الانفصال”.
وجدد تونر أن الولايات المتحدة لا تخطط لخوض عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا ضد تنظيم داعش، قائلا “ليس لدي معلومات عن أن استهداف مواقع لداعش قيد البحث، وحسب علمي فإن الحديث يدور عن “النصرة” وحدها في مناطق معينة”.
وأضاف “سنواصل توجيه ضربات ضد داعش، لكنها غير منسقة مع روسيا على حد فهمي، وليست جزءا من مهام المركز المشترك الأمريكي الروسي لتطبيق نظام وقف الأعمال القتالية”.
وأعلن رئيس القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية الفريق جيفري هاريجن، في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، أن واشنطن تعمل على إنشاء مركز روسي أمريكي مشترك لتنسيق الضربات الجوية على “جبهة النصرة” و”داعش” في سوريا.
وصرح المسؤول الأمريكي بأن الولايات المتحدة لا ترى ضرورة في نشر بعض التفاصيل “الحساسة جدا” من الاتفاقات الأمريكية الروسية حول سوريا، معربا عن ثقته في أن بقاءها سرية سيسهم في تطبيقها على الصعيد العملي. موضحا أن “من السابق لأوانه” نشر هذه التفاصيل، نظرا لـ”كثرة من يريد تقويض” الاتفاقات بين الدولتين، فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تريد الكشف عن تفاصيل الاتفاقات، في الوقت الذي تفضل فيه واشنطن بقاءها سرية.
من جهتها، قالت الخارجية الروسية، في بيان لها، إن روسيا يعتبر رفض 21 فصيلا مسلحا بالمعارضة السورية الالتزام بالهدنة ووقف الأعمال القتالية تحديا سافرا للجهود الروسية الأمريكية الهادفة لتعزيز نظام وقف العمليات العدائية، وحل القضايا الإنسانية وخلق الظروف لإطلاق حوار سوري سياسي شامل”.
ودعت الخارجية الروسية جميع من له تأثير على الفصائل الرافضة لشروط الهدنة، وفي المقام الأول، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى “حل المشاكل مع أتباعها لمنع تقويض إمكانية التحول إلى التسوية السياسية للأزمة السورية”.
وأضاف البيان أن من الضروري فعل كل ما يمكن فعله لمنع الإرهابيين من فرض أجندتهم الدموية على سوريا، في وقت بدأ فيه تطبيق الاتفاقات بين روسيا وواشنطن حول تفاصيل التسوية في سوريا.