أكد أحمد عوض، عضو المكتب السياسي وأمين سر تيار الغد السوري، إن التيار يرحب بالطبع بأي اتفاق يسعى لوقف آلة الحرب الجهنمية التي تحصد أرواح السوريين، وتدمر ممتلكاتهم وحاضرهم وتاريخهم، وما تبقى من نسيجهم الاجتماعي.
وكانت الهدنة في سوريا قد دخلت، بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي الذي تم يوم الجمعة الفائت في جنيف، يومها الخامس في سوريا، حيث لوحظ هدوء نسبي في عمليات القصف وعلى الجبهات وخطوط التماس بين النظام والمعارضة، وسط وعود دولية ببدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب وغيرها من المناطق المنكوبة.
ونوّه عوض، في تصريح للمكتب الإعلامي في تيار الغد السوري، إلى أن سوريا أصبحت ميدانا لحروب وتصفية حسابات بين العديد من الدول الإقليمية والكبرى، حروب تخاض بالوكالة يقوم بها النظام والميليشيات الطائفية الداعمة له، والجماعات الجهادية وداعميها من الدول، وهذا الصراع أصبح فعلا يهدد الوجود السوري أرضا وشعبا.. تاريخا وجغرافيا.. موالين ومعارضين.
وأضاف عضو المكتب السياسي وأمين سر تيار الغد السوري، لذلك نحن نرحب بالاتفاق الروسي الأمريكي، ونعمل على التواصل مع الدولتين من أجل تفعيل هذا الاتفاق ليرق إلى مستوى الوقف الدائم للحرب، وفرض حالة من الاستقرار يمكن أن نبني عليها من أجل الوصول إلى تسوية سياسية وإعادة بناء سوريا القادمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة بين كل المكونات الاجتماعية السورية، وبمشاركتها.
وقال أيضا: من جهة أخرى، نحن نعرف جيدا أن النظام الاستبدادي وجماعات التطرف الإرهابية لن تنصاع للاتفاق الأمريكي الروسي أو لأي اتفاق غيره، لأنهم يعرفون جيدا أن الحرب، والحرب فقط، هي التي تجعلهم مستمرين بالوجود، أي أن الحرب هي حالة وجودية بالنسبة للنظام والإرهابيين.
وأشار عوض إلى أن السوريين على حافة فقدان وطنهم، حيث أصبح بقايا دولة.. بقايا مجتمع.. بقايا وطن.. مسؤلية ذلك يتحملها النظام الموهوم بقدرته على استمرار الاستبداد، والجماعات الجهادية الموهومة بالخلافة، وبشعار الإسلام هو الحل.
وشدد عوض على أن القوى الوحيدة المؤهلة فكريا وثقافيا وسياسيا لدولة الحرية والتعددية والسلام والعدالة والمساواة هي القوى الوطنية الديمقراطية السورية المغيبة عن المشاركة بصناعة سوريا الجديدة بفعل عوامل ذاتية وأخرى خارجية تخشى من انتقال سوريا لدولة حديثة ديموقراطية تعددية تجعل من السوريين بكافة مكوناتهم هم الصانعين لحاضرهم ومستقبلهم.
هذا فيما لاتزال سجالات أمريكية روسية وتصريحات متناقضة بين الطرفين توحي باستمرار عدم الثقة والخلاف على بعض النقاط العالقة مثل تصنيف بعض الفصائل، فيما يرى البعض أن ثمة بنودا سرية تتعلق باستئناف العملية السياسية في سوريا وتقاسم الأدوار بين القوى الدولية في الحرب المعلنة على الإرهاب وتفاصيل آليات إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة والمنكوبة.