اعتبر واصف الزاب، رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري، أن ما يجري حاليا في حلب أكبر من أن يحكي عنه في تصريح صحفي أو إعلامي بسبب فداحة الكارثة الإنسانية التي هي في الحقيقة حرب إبادة على أهلنا في المدينة المنكوبة.
جاء ذلك تعليقا من الزاب على التصعيد الأخير في حلب من أعمال قصف وغارات مكثفة يقوم بها النظام السوري والطيران الروسي والميليشيات الطائفية الإيرانية واللبنانية والعراقية عقب انتهاء فترة “وقف الأعمال العدائية”، وعدم تجديدها بسبب عدم الالتزام بها، ما انعكس بشكل خطير على الأوضاع الإنسانية في المدينة.
وأشار رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري إلى أن ما يجري في حلب الآن كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، وأنه حرب إبادة يخوضها النظام وداعموه وسط صمت وتخاذل وتواطؤ من العالم كله وبالتالي فإننا نعتبر العالم كله شريكا فيما يجري في حلب الآن ونحمله المسؤولية الأخلاقية والتاريخية.
واعتبر الزاب أن الموضوع يتعلق بسياسة الضغط وليّ الأذرع بين الأطراف المتدخلة في الشأن السوري وخصوصا الروس والأمريكان، وربما مايجري في حلب هذه الأيام يأتي من باب الضغط على الأمريكان لتحقيق شروط أفضل ومكاسب في المفاوضات والاتفاقات الروسية الأمريكية بخصوص سوريا.
وأضاف الزاب أن النظام يسعى لتحقيق أهداف أخرى في مناطق أخرى في سوريا، وبالتالي فإنه يضغط في حلب ويكثف من حربه على أهلنا فيها ما يجعلهم يدفعون ثمنا باهظا من أرواحهم ودمائهم وبيوتهم لتحقيق أهداف ومكاسب على الأرض.
وأكد الزاب أن الصمت الدولي والتصريحات التي تطلق من هنا أو هناك لا تسمن ولا تغني من جوع، وقبل هذه الهجمة المسعورة كان هناك قصف همجي للقوافل الإغاثية المتجهة إلى حلب لمنع دخول المساعدات إليها، وكل هذا يعكس رغبة شديدة لدى النظام بإلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية للضغط على المعارضة والدول التي تدّعي دعمها وتأييدها وهي في الحقيقة عاجزة عن فعل شيء على عكس الدول الداعمة للنظام بلا حدود.
وطالب الزاب من المعارضة الوطنية أن تتوحد في مواقفها وتوّحد أداءها، وأن “تشتغل سياسة أكثر”، وأن تسعى للتوحد لتتمكن من معالجة الوجع ووضع حد له، وأن ترتقي إلى مستوى المسؤوليات الكبيرة والخطيرة الملقاة على عاتقها أمام كل هذه الآلام والتضحيات التي يدفعها شعبنا في سوريا.
هذا وتتواصل الغارات التي تشنها طائرات النظام والطيران الروسي على مدينة حلب وريفها لليوم الثالث على التوالي، مخلفة أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى والمصابين والعالقين تحت الأنقاض معظمهم من الأطفال والنساء ودمارا هائلا في المنازل والبنى التحتية، رغم كل المناشدات الدولية الداعية لوقف الهجمات الجوية والبرية فيما يؤكد النظام أنه لن يتوقف إلا بمعطيات يحددها قادته الميدانيين.