رجح مسؤولون أمريكيون قيام إحدى دول الخليج العربي بتسليح المعارضة السورية بمضادات للطائرات، وسط انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الأمر الذي لاقى عدم ترحيب من الجانب الأمريكي.
وقال مسؤولون إن “انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام بعض دول الخليج العربية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة طائرات النظام وروسيا”.
وكانت موسكو وواشنطن قد توصلتا مؤخرا لاتفاق هدنة في سوريا، في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، دخلت حيز التنفيذ منذ أول أيام عيد الأضحى، واستمرت أسبوعا، في وقت تبادلت قوات النظام والمعارضة مرارا الاتهامات بخصوص “خرق نظام الهدنة”، حتى أعلن جيش النظام الاثنين الماضي عن انتهائها، وسط مساع دولية لاحياء الهدنة.
وقال مسؤول أمريكي مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن “واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي تلك المحمولة على الكتف إلى سوريا بتوحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو”.
ونقلت المصادر عن مسؤول أمريكي آخر قوله “يعتقد السعوديون دوما أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو 30 عاما وهو تحييد قوتهم الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة”.
وتابع المسؤول “تمكنا حتى الآن من إقناعهم بأن مخاطر ذلك أكبر في يومنا هذا لأننا لا نتعامل مع الاتحاد السوفيتي وإنما مع زعيم روسي عازم على إعادة بناء القوة الروسية ومن غير المرجح أن يتراجع” في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن واشنطن لا ترغب في أن يضخ أحد المزيد من الأسلحة للاستخدام في الصراع السوري. مشيرا إلى أن النتيجة لن تكون سوى التصعيد “في قتال مروع”، وأن الأمور قد تتحول من “سيء إلى أسوء بكثير”.
إلا أن مسؤولا آخر بالإدارة الأمريكية قال إن “المعارضة السورية لها الحق في الدفاع عن نفسها ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي”.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المناطق المحررة، ولا سيما حلب وريفها، تصعيدا عسكريا وغارات جوية مكثفة ما يسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى يوميا، وذلك بعد إعلان النظام عن إطلاق عملية عسكرية ضد الأحياء المدنية المحررة في حلب الشرقية مؤكدا أنها عملية شاملة وتشمل هجوماً بريا من أربعة محاور.