رأى منذر آقبيق، الناطق باسم تيار الغد السوري، أن روسيا استطاعت بعد تدخلها العسكري في سوريا منع نظام الأسد من السقوط، أو على الأقل حالت دون وصوله إلى حالة من الضعف تجبره على تقديم تنازلات سياسية كبيرة خلال عملية التسوية السياسية في سوريا والتي ترعاها الأمم المتحدة والدول المعنية بالملف السوري.
جاء ذلك خلال تقرير نشرته صحيفة العرب عن تقييم المعارضة السورية للتدخل الروسي العسكري المعلن في سوريا الذي مضى عليه عام كامل بعد أن قرر الروس تغيير استراتيجيتهم في طريقة التعاطي مع الأزمة السورية، وقرروا أن ينتقلوا من حيّز الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري غير المباشر، إلى التدخل العسكري المباشر، في 30 أيلول/سبتمبر 2015 وتأسيس أول قاعدة عسكرية جوية روسية في سوريا في مطار حميميم على الساحل السوري.
وقد جاء التدخل الروسي في سوريا تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية، حيث صرح حينها الرئيس فلاديمير بوتين أنه “ينبغي استباق الإرهابيين” عبر ضربهم في المناطق التي يسيطرون عليها قبل أن “يصلوا إلينا”، فيما اتهمت المعارضة السورية موسكو بأنها تستهدف خصوصا الفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة.
وقال منذر آقبيق إن “روسيا حتى الآن رابحة من جراء تدخلها العسكري، حيث منعت سقوط نظام الأسد، أو على الأقل وصوله إلى حالة من الضعف يُقدّم عندها تنازلات سياسية كبيرة، تعتقد روسيا أنها سوف تكون ضد مصالحها، وكذلك اكتسبت دورا أساسيا في المنطقة، أصبح معه الحل دون موافقتها صعب إن لم يكن مستحيلا، لكن المفارقة أن كل الأطراف الدولية تقول إن الحل يجب أن يكون سياسيا، وأنه لا يوجد حل عسكري”.
وأضاف الناطق باسم تيار الغد السوري أنه “مازال بإمكان روسيا أن تساهم بشكل إيجابي عن طريق دفع الأسد نحو القبول بالانتقال السياسي حسب بيان جنيف، وهي في هذه الحالة، تُنفّذ ما وقعت عليه في الأساس، وما تقول إنها مازالت ملتزمة به، ولكن هذا يتوقف على مدى ما يمكن الاتفاق عليه بين موسكو وواشنطن، وعلى الأخص بشأن تعاونهما ضد الإرهاب، مع عدم استهداف الفصائل المسلحة غير المصنفة إرهابية، وكذلك الوصول إلى توافقات مع الدول الإقليمية التي لها دور أساسي في سوريا، ولا يمكن استبعادها من التسوية”.
