شهد الأسبوع الماضي حدثا مهما في مكتب تيار الغد السوري في القاهرة، فبدعوة من مفيدة الخطيب عضو تيار الغد السوري، والمنسق العام لشؤون المجتمع المدني في رابطة سوريات، التقى أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، بمجموعة من رابطة سوريات في القاهرة، وبحضور راسم الأتاسي، رئيس الجالية السورية، ومدير مكتب التيار في القاهرة قاسم الخطيب، ومدير مكتب التنظيم الأستاذ علي العاصي.
وفي بداية اللقاء أثنى الجربا على هذه البادرة، مركزاً على أهمية تفعيل دور المجتمع المدني، من خلال ربط الجماهير بالحراك السياسي للمعارضة السورية، والتأكيد على دور المرأة السورية، التي أصبحت نموذجاً نعتز به، فهي أم الشهيد، وأخت الشهيد، وزوجة الشهيدة، وهي النواة المركزية لأية ثقافة مجتمعية بناءة.
وقالت مفيدة الخطيب، أن هذه الخطوة جاءت في إطار خطة للعديد من الفعاليات التي نحاول من خلالها ربط المجتمع المدني بالحراك السياسي وتعميقه، من خلال التواصل مع جميع مكونات المجتمع السوري، كبادرة هي الأولى من نوعها في حراك المعارضة السورية.
كما نوهت الخطيب بأهمية الحضور الشخصي لرئيس التيار، بما له من دلالات عميقة في فكر وأدبيات تيار الغد السوري، وإيلاء الأهمية للمرأة السورية في الحياة السياسية.
وتابعت الخطيب: نحن في رابطة سوريات نعتبر هذه الخطوة تعميقاً للدور الجماهيري الذي يعمل عليه تيار الغد السوري، بتكريس ثقافة المواطنة عبر تفعيل منظمات المجتمع المدني، ودورها في التأسيس للدولة السورية المدنية القادمة.
وقال الدكتور خالد شاكر مدير مكتب الدراسات لتيار الغد السوري في تصريحات خاصة لمكتب التيار الاعلامي “يأتي الحراك الذي يقوم به التيار بالتوجه نحو المرأة السورية، في إطار خطة تنطلق من أدبيات التيار، كتيار مدني تعددي، يؤسس لدولة المواطنة، التي يتساوى فيها الجميع حكاماً ومحكومين تحت سقف القانون، وتقوم على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن جنسهم او طوائفهم أو اثنياتهم.
وعليه يعمل التيار على إخراج نظريته إلى حيز التطبيق العملي، وهو بدأ بالفعل منذ تواصله الدائم مع الجالية السورية، ورابطة نساء سوريات، للوقوف عند مشاكل السوريين والصعوبات التي تعترضهم. ولهذا يعمل التيار -الآن- على التنسيق مع منظمات المجتمع المدني، من خلال تبادل الفعاليات والنشاطات، بغية تأسيس رافد نسائي قادر على الولوج والتأثير في الحدث السوري”.
وأضاف “كما يعمل التيار على تأسيس منظمة أو مكتب خاص يهتم بشؤون المرأة، وإيلاء الأهمية القصوى لدورها في التيار، و في مستقبل سورية، وذلك بالوقوف أولاً عند مشاكلها في الداخل وفي دول اللجوء، كما الاهتمام بأهمية ادماجها في المجتمع من خلال التواصل مع جميع منظمات المجتمع المدني، سواء منها الحكومية أو غير الحكومية. وفي هذا الخصوص، نعتقد أنه من الضروري، وضع خطة للتواصل مع المنظمات العاملة بشؤون المرأة، والقيام بزيارات إلى هذه المنظمات، وتبادل الفعاليات والنشاطات، بين التيار وتلك المنظمات، في عملية تهدف إلى وصول التيار إلى داخل الأسرة السورية، وربطها في عملية إعادة بناء المجتمع السوري، الذي عانى من مشكلات قل لمجتمع أن يتحملها. لذلك تصبح استحقاقات الحفاظ على البنية المجتمعية السورية، من الأولويات التي تضطلع بها المرأة السورية قبل غيرها، كنواة أساسية في بناء المجتمع”.
من جهتها، شكرت “ثناء كسر” عضو رابطة سوريات تيار الغد السوري قيادةً وأعضاءً على هذه البادرة، وشددت على ضرورة تطوير هذه المبادرة، نحو عمل ثقافي، يهدف إلى صناعة مشهد ثقافي يتواشج مع هموم السوريين ويحقق تطلعاتهم.
و في سياق متصل، عبّرت “لينا كساح” عن امتنانها لبادرة تيار الغد السوري، فلأول مرة، كما قالت، يعمل تيار سياسي سوري على ربط نظريته بالواقع العملي، بتأكيد دور المرأة وربطه بالجماهير، ما يفتح لرابطتنا آفاقا جديدة نحو تنشيط التفاعل مع التيار، واعتبار هذه البادرة بداية للعديد من النشاطات والفعاليات، التي تعطي وجهاً مدنياً حقيقاً للمعارضة السورية.
وتابعت كساح: نعتقد أنها المبادرة الأولى التي أخرجت دور المرأة السورية من النظرية إلى التطبيق.
وكان أحمد الجربا قد استمع من الجميع مطالبهم وهمومهم، وقدم رؤية كاملة حول المعارضة السورية، كرئيس ائتلاف لدورتين، شارحاً أسباب ولادة التيار، الذي يعمل على تجاوز حالة الشلل الذي وصلت إليه المعارضة الرسمية، ودور التيار في تأكيد الحل السياسي، والعمل بمرجعياته، بما يحقق الأهداف التي خرج من أجلها السوريون في آذار من العام ٢٠١١، وتطلعاتهم في نقل سورية من الشمولية والاستبداد إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.