الموصل في صدر نشرات الأخبار العربية والعالمية.. تراجعت أخبار حلب الجريحة إلى المرتبة الثانية أو الثالثة.. المشترك بين المدينتين، إضافة إلى الجروح الدامية، أن كلاهما العاصمة الثانية للبلاد، حلب عاصمة الصناعة والاقتصاد السوري الأولى والعاصمة الإدارية الثانية، والموصل ثاني مدن العراق ودرة شماله.
الحرائق تلف الموصل الآن، جزء من الحرب هي بين دواعش ودواعش، فجبهة الحكومة العراقية مليئة بدواعش شيعة لا يختلفون بشيء عن داعش التي تدعي تمثيلها لأهل السنة، بل أشد حقدا وكراهية لأهل العراق، ستنهزم داعش السنية بالتأكيد، فالهزيمة مصير كل شذاذ الآفاق، وهذا معطى بديهي، وبانتظار هزيمة باقي الدواعش، كل خشيتنا أن من سيحل محلها في الموصل هي داعش الشيعية، النسخة الأخرى من داعش، التي ارتكبت جرائم حرب في أكثر من مكان من عراقنا الحبيب.
كل أملنا ورهاننا على قوات البيشمركة والمتحالفين معها من أبناء العرب، القوات المشكلة من أبناء العشائر العربية، فقد اعتدنا من قوات البيشمركة وقياداتها أن يقدموا النموذج الأمثل للأخوة ووحدة المصير مع أهلهم في العراق منذ تأسيسها وحتى الآن، ويعتبر هذا التحالف بين أبناء العشائر العربية وقوات البيشمركة بقيادة الزعيم مسعود البارزاني، رهاننا وأملنا وثقتنا بمثل هذا التحالف بين العرب والكرد أكبر من أن تعبر عنها الكلمات، وبهم ومعهم سنرى العراق الديمقراطي الموحد بكل خير وطمأنينة.
أما حلب، فكل خشيتنا أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد قوات النظام، نعيدها بملأ فمنا لقادة الفصائل العسكرية المعارضة أن يسارعوا وبدون تأخير لحظة واحدة، لإعلان نبذهم لإرهابيي جبهة النصرة وأتباعهم والمقربين منهم والابتعاد بلا تأخير من قوات شذاذ الآفاق المُدَّعيين لديننا الحنيف، وتمهيد الظروف كلها لإخراجهم من كافة الأراضي السورية، فلا فرق بينهم وبين ميليشيات القتل الإيرانية الهوى والعقيدة.
يبدو إنه وتحت ضغوط أمريكية تم توفير ممر جغرافي يسهّل فرار قَتَلة داعش من الموصل ومحيطها عبر البادية العراقية إلى المناطق الشرقية في سوريا، لجعل بلادنا ساحة المذبحة الكبرى لمقاتلي التنظيم الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية، وتسجيل نقطة بانتصار غير حقيقي على داعش في الموصل، لاستثماره كورقة في المنافسة الانتخابية الأمريكية المقبلة، ولخطورة هذه المسألة المريعة، سنبذل كل جهودنا من أجل فضح ومواجهة هكذا خطوات معادية لشعبنا وللإنسانية جمعاء، ولن تكون أرضنا ساحة تصفية لحروب الآخرين وحساباتهم ومشاريعهم، فقد نالت بلادنا من مثل هذه الخطوات حتى الآن ما لا يتحمله ضمير إنسان في العالم.
اللهم خلص السنة والشيعة والعالم من دواعش السنة ودواعش الشيعة أجمعين، اللهم آمين.
أحمد الجربا – رئيس تيار الغد السوري