خلافات داخل الجمعية البريطانية السورية بسبب ورشة عمل في دمشق

أثارت ورشة عمل دعا إليها فواز الأخرس، والد أسماء زوجة بشار الأسد، ورجال أعمال سوريون في دمشق لمناقشة التطورات العسكرية والأمنية والسياسية خلافات داخل “الجمعة البريطانية السورية” باعتباره أول...
فواز الأخرس مجلس التفاهم البريطاني السوري

أثارت ورشة عمل دعا إليها فواز الأخرس، والد أسماء زوجة بشار الأسد، ورجال أعمال سوريون في دمشق لمناقشة التطورات العسكرية والأمنية والسياسية خلافات داخل “الجمعة البريطانية السورية” باعتباره أول نشاط سياسي تنظّمه منذ اندلاع الثورة السورية 2011.

وبحسب ما نشرت صحيفة “الحياة” نقلا عن مطلعين على تحضيرات ورشة العمل فإن الحديث عنها بدأ في الصيف الماضي بالتزامن مع انتقال حقيبة الخارجية البريطانية من “فيليب هاموند” إلى “بوريس جونسون” الذي كتب في الماضي مقالات دافع فيها عن الانخراط مع النظام السوري بعد تحرير مدينة تدمر من تنظيم داعش، قبل أن يلتزم موقف حكومته لجهة رفض الانخراط والتأكيد أن “لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”. كما دعا جونسون “الهيئة العليا للمفاوضات” إلى لندن في 7 أيلول/سبتمبر الماضي لعرض رؤيتها السياسية للمرحلة الانتقالية بحضور وزراء من مجموعة “أصدقاء سوريا”.

كما تزامنت التحضيرات لورشة العمل آنذاك مع بدء مؤسسات الحكومة البريطانية السياسية والأمنية إجراء مراجعة لسياستها تجاه سوريا، مع بدء نواب وشخصيات مستقلة بزيارة النظام في دمشق، على رغم تمسك الحكومة بموقفها الداعم للمعارضة والانتقال السياسي.

وقبل أسابيع، وبحسب صحيفة “الحياة”، فقد تسلم أعضاء في “الجمعية البريطانية السورية” دعوات الكترونية إلى حضور ورشة عمل في دمشق في 30 و31 تشرين الأول/أكتوبر تتناول “الواقع الراهن في سوريا”. ونصّت الدعوة على أنه “في كل حرب كل طرف لديه وجهة نظره وفي ضباب الحرب فإن الحقيقة هي الضحية الأولى”، ولذلك فإن المناقشات ستتناول “الكارثة الإنسانية وحال الاقتصاد السوري واحتمالات الاستقرار في المستقبل. وسنبحث أيضاً في العلاقات الخارجية للجمهورية العربية السورية وإمكانية التواصل مع الديبلوماسيين وإمكانات حل النزاع السوري”. وتابعت الدعوة: “عملية المصالحة بما في ذلك مبادرة كل من تركيا والصين، ستجري مناقشتها، إضافة إلى فرصة اللقاء مع المسؤولين السوريين ورجال الدين والأعمال وشخصيات عسكرية”، ذلك أن الهدف من الدعوة “بسيط جداً، وهو الوصول إلى فهم أفضل لأزمة معقدة جداً”.

وقالت صحيفة الحياة إن أعضاء الجمعية انقسموا إزاء المضي في ترتيبات هذه الورشة، فابتعد الأعضاء البريطانيون وبعض السوريين عنها. وقال أحدهم: “الظروف السياسية غير مناسبة مطلقاً لعقد مثل هذه الندوة، فدمشق رافضة لأي حل سياسي وهناك حصار لمئات آلاف المدنيين. كما أن الغارات مستمرة على المدارس والمستشفيات ويشارك الروس في ذلك”، فيما قال آخر إن الانقسام الغربي الروسي عميق وأحد ساحاته في سوريا، والواضح أن بريطانيا بين المتشددين ضد روسيا وانتهاكاتها في سوريا وتوسعها في مناطق أخرى في العالم “بما في ذلك استفزاز بريطانيا عسكرياً”.

في المقابل، كان فواز الأخرس في لندن والمهندس عمر تقلا ورجل الأعمال ناجي شاوي في دمشق متحمسين للاستمرار في عقدها. وتشجع الأخرس بسبب أمرين: الأول، دعوته للمرة الأولى منذ فترة لندوة نظمها “مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين” لمناقشة مستقبل سوريا في 17 تشرين الأول/أكتوبر. والثاني، حديث شخصيات أمنية وعسكرية بريطانية سابقة أن “النظام على رغم كل ممارساته وانتهاكاته، هو أمر واقع لا بد من البحث عن صيغة للتعاطي معه”، إضافة إلى زيارات نواب وشخصيات مستقلة إلى دمشق في أوقات سابقة.

وعلى رغم الانقسام في “الجمعية” وعدم وجود دعم من الحكومة البريطانية، راهن المتحمسون على “الإفادة من المناخ والقيام بحملة علاقات عامة” عبر الندوة، حيث تم ضمان مشاركة صحفيين ونواب وعسكريين سابقين في الورشة.

ونصت “المسودة الثامنة” لبرنامج الورشة، على أنه في اليوم الأول، سيقدم لورد أوكسفورد “ريموند اسكويث” إيجازاً سياسياً من وجهة نظر غربية، قبل أن يستمع الحاضرون إلى “إيجاز استخباراتي” من “العقيد سامر”. ويدير الندوة الأولى حول العلاقات الخارجية “خلال الأزمة”، الميجر جنرال البريطاني السابق “جون هولمز”، بحيث يتحدث “فادي إسبر” عن “الإطار الجيو سياسي العام”، فيما يقدم “كمال علم”، وهو بريطاني باكستاني يعمل في مركز أبحاث روسي، وأحد أقنية العلاقة بين دمشق وشخصيات غربية، عن “الرأي العام الغربي” بالأزمة السورية وهولمز عن الإطار العسكري من وجهة نظر غربية. فيما تتحدث “بثينة شعبان” المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة عن “أفق رأي الحكومة السورية”.

وتتناول الندوة الثانية “الحرب الإعلامية خلال الأزمة”. وبين المتحدثين “كريستينا لامب” من صحيفة “صنداي تايمز” وصحافيون عرب وموالون لدمشق، فيما يدير “تقلا” و”علم” ندوة عن “عملية المصالحة” بمشاركة وزير المصالحة “علي حيدر”. ويتحدث البريطاني “ستيف آندروز” عن “كيفية معالجة الإعلام الغربي للتطورات في حلب” ورئيس غرفة صناعة حلب “فارس الشهابي” عن أسباب عدم نجاح المصالحة في حلب إلى الآن.

وفي اليوم الثاني، تعقد ندوات عن آثار العقوبات الغربية والمجتمع المدني والآثار والثقافة بمشاركة شخصيات عدة بينها النائبة “ماريا سعادة” والسفيرة التشيكية في دمشق “إيفا فيلبي” قبل إعلان الخلاصات في ختام أعمال الورشة.

هذا وكانت كل من صحيفة “الغارديان” قد نشرت في وقت سابق خبر ورشة العمل “الندوة”، فيما أشارت صحيفة “الاندبندنت” إلى ما يتعرض له المشاركون البريطانيون من حملة انتقادات أو قد يتعرضون له بسبب مخالفتهم للتوجه العام في بريطانيا تجاه الأسد ونظامه.

ونقلت “الاندبندنت” انتقاد العديد من المحللين المختصين بالشأن السوري للمشاركين في ورشة العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي أطلق عليها “كريس دويل”، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (Caabu) وزميل مشارك في “منتدى الشرق”، اسم “عملية علاقات عامة”.

حيث قال دويل: “إن النظام السوري يحاول تنشيط دبلوماسيته العامة والتوعية العامة في بريطانيا، وأن المشاركون يحاولون الحفاظ على هذا المؤتمر كـ”نشاط محايد”. وببساطة فإنه ليس كذلك. لأنهم داعمون للغاية”.

وأضافت مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني “إن المندوبين البريطانيين يعززون رواية النظام ويتبنون وجهة نظره في سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها في حلب وغيرها من المدن السورية. وإنه من الخطأ أن يشاركوا في هكذا نشاط”. وأكد دويل أنه إذا كانت بريطانيا تعمل في مسارين دبلوماسيين فإنها ستدفع ثمن غضها الطرف عن مثل هذا النوع من مؤتمرات الدعاية”.

هذا فيما قال “حزب الديمقراطيين الليبراليين” للصحيفة إنهم لم يكونوا على علم رحلة السيد اسكويث الذي ينتمي لكوادره.

وقد توجه المشاركون البريطانيون من بيروت إلى دمشق بواسطة حافلات حكومية سورية، يوم أمس السبت، مجتازين مسافة 115 كيلومتر عبر الحدود، فيما لم تؤكد الصحيفة ما إذا كانت تكاليف الرحلات والغذاء والسكن مقدمة من السلطات السورية أم أنها على حساب المدعووين أنفسهم.

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة