قالت مصادر بريطانية إن روسيا أرسلت ثلاث غواصات نووية إلى سوريا مزودة بصواريخ كروز لتنضم إلى أسطولها البحري المرابض قبالة السواحل السورية، وسط مخاوف من هجوم مدمر ونهائي على حلب.
ونشرت صحيفة الاندبندنت، اليوم الأحد، أن البحرية الملكية البريطانية وحلف شمال الأطلسي قد تتبعا اثنتين من الغواصات الروسية من طراز “أكولا” Akula-class وغواصة من طراز “كيلو” Kilo-class والتي شوهدت تبحر للانضمام إلى أسطول السفن الروسية برئاسة حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” Admiral Kuznetsov المنتمية إلى الحقبة السوفيتية.
حيث أكد مصدر بحري بريطاني كبير لصحيفة “صنداي تايمز” أن “الروس لديهم الآن غواصات في البحر المتوسط”. وقالت الصحيفة إنه يخشى من أن تكون هذه الغواصات مسلحة بصواريخ كاليبر KALIBR البحرية، والتي من الممكن استخدامها لدعم هجوم نهائي على مدينة حلب المحاصرة.
ويتضمن الأسطول الروسي المرابض حاليا قبالة السواحل السورية في عرض البحر المتوسط حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف”، والطراد بيوتر فيليكي أو “بطرس الأكبر”، والمدمرة الأميرال كولاكوف، والمدمرة سيفيرومورسك، والعديد من سفن الإمداد.
ويوم الثلاثاء الفائت، حذر الأمين العام لحلف الأطلسي “ينس شتولتنبرج” من أن الأسطول الروسي المتجه إلى سوريا يمكن أن يستخدم لاستهداف المدنيين في حلب ولإطلاق المزيد من الضربات الجوية على مناطق سيطرة المعارضة.
ومع ذلك، نفى المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الروسية “أندريه كيلين” في بيان رسمي هذه التوقعات والاستنتاجات والمخاوف، وقال عنها إنها “سخيفة” ولا تستند على أي شيء، مؤكدا أن الطائرات الروسية لم تقترب من مدينة حلب لمدة تسعة أيام”. وأضاف في تصريح لوكالة ريا نوفوستي: “لدينا مجموعة قتالية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وسفننا كانت دائما موجودة هناك”. مؤكدا أن هذه التوقعات زائفة، الغرض منها التقدم ببعض التوصيات السياسية ضد روسيا على أساسها”.
من جهته، شكك المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، بالتصريحات الروسية حول وقف القصف على حلب، قائلا إن المدينة تعرضت لغارات منذ فترة وقف الأعمال العدائية التي انتهت يوم السبت الفائت.
وقالت صحيفة الاندبندنت إن روسيا سبق وأن أطلقت من غواصاتها صواريخ ضد أهداف لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وأضافت أنه ووفقا لوزير الدفاع الروسي “سيرجي شويجو” فقد أطلقت صواريخ كاليبر من غواصة “روستوف” من البحر المتوسط على اثنين من “المواقع الإرهابية” في الرقة، على بعد حوالى 160 كلم شرق حلب.
هذا وكانت معارك طاحنة قد وقعت اليوم الأحد بين الثوار وقوات النظام على الأطراف الغربية من مدينة حلب، حيث قتل 38 مدنيا وجرح 250 خلال محاولة قوات المعارضة على مدى يومين كسر الحصار الذي يضربه النظام على مناطق حلب الشرقية. ومن بين الذين قتلوا خلال فترة استغرقت يومين كان 14 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الثوار ومقاتلو الفصائل المعارضة قد شنوا هجوما كبيرا يوم الجمعة الفائت لاختراق خطوط القوات الحكومية ومحاولة الوصول إلى 250 ألف شخص يعيشون في مناطق شرق المدينة. ومنذ ذلك الحين، أطلقت الصواريخ وقذائف المدفعية، وسيرت العربات المفخخة في جميع أنحاء المناطق الغربية من حلب التي يسيطر عليها قوات النظام، بحسب الصحيفة البريطانية.
ترجمة خاصة بموقع تيار الغد السوري