أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على استحالة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة النظام الحالي في دمشق، معربا عن أمله في تحقيق المساعي التركية الروسية لإحلال السلام في سوريا لأهدافها رغم الخلافات والتباينات في وجهات النظر.
وقال جاويش أوغلو، في مقابلة مع قناة “روسيا 24” يوم أمس الأربعاء، إن “تركيا لا تأمل في إمكانية إيجاد حل سياسي يشارك فيه بشار الأسد”، وأضاف أن “أنقرة وموسكو تتفقان حول كون الحل السياسي غير العسكري، الخيار الأفضل بالنسبة لسوريا”، لكنه أكد أنه ما تزال بين الجانبين خلافات مبدئية حول مصير الأسد، وعدد من المسائل الأخرى.
ونوّه وزير الخارجية التركي إلى أن “تركيا وروسيا شكلتا فرقا دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية مشتركة لدراسة كافة المسائل السورية والإقليمية والعسكرية”، مشددا على الأهمية البالغة التي يكتسبها الحوار التركي الروسي لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.
كما أقرّ جاويش أوغلو بـ”بقاء خلافات بين أنقرة وموسكو حول كيفية الفصل بين المعارضين المعتدلين والإرهابيين في سوريا، لا سيما في مدينة حلب”، كاشفا “إننا نطالب أيضا بعزل أنصار تنظيم “جبهة النصرة” عن المعارضة، لأنه لا يجوز أن نتعامل مع الإرهابيين مثلما نتعامل مع المعارضة المعتدلة”.
وأوضح أن “الخلاف بين أنقرة وموسكو في هذا السياق يكمن في كيفية تنفيذ عملية الفصل، حيث يصر الجانب التركي على إيقاف القصف أولا وضمان وقف إطلاق النار، ومن ثم تحديد فترة زمنية “معقولة” لتنصل المعارضة المعتدلة من الإرهابيين”، مشددا على صعوبة “إحراز هذا الهدف في الوقت الذي تستمر فيه الحرب”.
كما أكد جاويش أوغلو أن الحديث لا يدور عن إطلاق أنقرة عملية خاصة بها لتحرير الرقة السورية من سيطرة تنظيم “داعش”. مشيرا إلى أن تحرير الرقة يتطلب إجراء عمليات مشتركة مع قوات محلية تمثل فعلا سكان المناطق التي ستجري فيها تلك العمليات. وتابع أن “كافة القوات الأجنبية يجب أن تغادر الأراضي السورية بعد انتهاء العملية”.
وكان وزير الخارجية التركي قد التقى، في مطار حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة أول أمس الثلاثاء، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، حيث أكد جاويش أوغلو على مواصلة تركيا جهودها لدعم المعارضة السورية السياسية في الوصول إلى الحل السياسي ودعم المعارضة المسلحة في معركة “درع الفرات” لطرد قوات تنظيم داعش من ريف حلب الشمالي.