أعلن بشار الأسد أنه “غير نادم” على أي شيء مما وقع في سوريا من مجازر ودمار منذ أكثر من خمس سنوات وحتى اليوم، وأنه لم يكن أمامه خيار سوى “الحل العسكري”، مشيرا إلى أن 70% من سكان سوريا يخضعون لسيطرة القوات الحكومية، مشيداً بالدعم الروسي والإيراني الذي أدى إلى “تحقيق توازن على الأرض”.
وقال الأسد، خلال مقابلة مع “كرستينا لامب” من صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية نشرتها اليوم الأحد وترجم مقتطفات منها موقع “بي بي سي“، إنه “تم الاعلان سابقا على الاستعداد لتسوية مع كل من وضع السلاح.. وفتحنا ممرات إنسانية في حلب لخروج الناس، لكن الإرهابيين يقصفونها”، مشيرا إلى أن “الإرهابيين احتلوا مناطق بحلب وعلينا إخراجهم منها”.
وكتبت لامب تحت عنوان: الغرب ضعيف الآن، بحسب ما يدعي الأسد.. وجهه يحدق بلامبالاة في كل اللوحات والملصقات الموجودة في كل زاوية وبناء تقريبا في سوريا، معظمها بنظارات داكنة وبزات عسكرية.. ولكن هذا الشخص، ذو الشخصية الضئيلة بقميص أبيض وربطة عنق زرقاء ويشرب الشاي مع الضيوف البريطانيين في غرفة الاستقبال المكسوة بألواح خشبية صغيرة في قصره العثماني على جبل قاسيون، بدا وكأنه رجل أعمال.
وأضافت.. أما في الخارج، حيث انخفض الغسق في دمشق عشية عيد الهالوين وانعكس نوره على مباني المدينة القديمة، بدا أن الحرب بعيدة، على الرغم من وجود حيين اثنين من أحياء العاصمة مازالا تحت سيطرة الثوار.
ونوهت لامب إلى أن الأسد وحلفاؤه الروس يتأهبون لشن هجوم موسع على الشطر الشرقي من مدينة حلب المحاصرة في غضون أيام. ونقلت عنه قوله: “أعلنا سابقا أننا على استعداد لتسوية مع كل من وضع السلاح. فتحنا ممرات إنسانية لخروج الناس، لكن الإرهابيين يقصفونها. حلب مدينة احتل الإرهابيون مناطق فيها وعلينا إخراجهم منها”.
وقالت لامب إن الأسد، الذي كان في أغلب المقابلة يشير لنفسه بصيغة الجمع، قال لها إن الخيار الآن في سوريا بينه وبين المتطرفين الإسلاميين الذين جاءوا من الخارج، وأكدت أن الأسد يعتقد أن دفة الأمور تسير الآن لصالحه، وأن الغرب سيكون مضطرا للقبول به.
وقال الأسد “المظاهرات بلغت ذروتها. قالوا عني هذا ديكتاتور ويقتل شعبه ويسقط عليهم براميل متفجرة…لا يوجد ما يمكنهم أن يقولونه عني أكثر من ذلك”. وأكد أنه ليس دمية في يد الكرملن على الرغم من أن القصف الروسي حول دفة الحرب إلى صالحه. وأن السوريين الذين كانوا يعارضونه في السابق أصبحوا من مؤيديه، لأنهم علموا أن البديل عنه أسوأ بكثير.
وأضاف “في الماضي كلما كنت أقول شيئا كانوا يقولون إن الرئيس السوري منفصل عن الواقع، والآن الوضع اختلف. أصبح الغرب أضعف بكثير. ليس لديهم ما يستندون إليه ليشرحوا ما يجري في سوريا”.
كما أشار الأسد إلى أن “تنظيم داعش يهرب النفط ويستخدم حقول النفط العراقية تحت رؤية الأقمار الصناعية الأمريكية، والغرب لا يقول شيئا. ولكن هنا تدخلت روسيا وبدأ داعش ينكمش”.
وكان الأسد قد أشار في مقابلة سابقة له، نشرت يوم الخميس الماضي، إلى أن “المجموعات المسلحة” رفضت الهدنة في مدينة حلب، محملاً الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الحليفة لها مسؤولية فشلها.
وانتهت الهدنة في حلب، التي أعلنت عنها موسكو مؤخرا، ودخلت حيز التنفيذ، يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر، وتم تمديدها 3 مرات بغية تأمين خروج المرضى والجرحى والمدنيين، إضافة إلى المسلحين من المدينة، إلا أن الأسد وصف الهدنة في ذاك الوقت بأنها “مهمة كبداية” ولكنها “ليست كافية”، مشيرا إلى أن المسألة تتعلق بالاستمرارية.
ولم تشهد الممرات المخصصة للسماح للسكان والمقاتلين الذين يريدون مغادرة حلب الشرقية، خلال فترة الهدنة أي حركة، في حين اتهم النظام “التنظيمات الإرهابية” المنتشرة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب بمنع الأهالي من المغادرة عبر المعابر الآمنة التي فتحتها وحدات الجيش بالتنسيق مع الجانب الروسي.
وسبق للأسد أن وجه اتهاما للتحالف الدولي بتجاهل تصرفات تنظيم داعش فيما يخص نقل النفط من سوريا إلى تركيا، كما اتهم مسؤولي الحكومة التركية، وبشكل أساسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته “بالضلوع في تجارة النفط مع داعش”.
وردا على سؤال عمن يتخذ القرار في النزاع المسلح في سوريا موسكو أم دمشق, قال الأسد “نحن نتخذ القرارات.. العسكريون الروس موجودون في سوريا منذ 60 سنة، وتقوم سياساتهم على أساسين هما الأخلاق والقانون الدولي”.