دعا أحمد شبيب، عضو المكتب السياسي بتيار الغد، السوريين إلى النظر بواقعية وتفاؤل لانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، متمنيا أن تمارس واشنطن خلال فترة حكمه الدور المنوط بها كدولة عظمى، وأن تساهم سياساتها في حماية السلم والأمن الدوليين، وأن تدعم تطلعات الشعب السوري في التحرر والخلاص من الديكتاتورية.

أحمد شبيب عضو المكتب السياسي بتيار الغد السوري
وأكد شبيب، في تصريح للمكتب الإعلامي بتيار الغد السوري، أن صباح يوم أمس الأربعاء كان صباحاً صاخباً، حيث فاجأت نتائج الانتخابات الأمريكية كل توقعات مراكز الاستطلاع وعاكست تنبؤات كبار المحللين.. جاء دونالد ترامب ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.
ونوّه عضو المكتب السياسي بتيار الغد السوري إلى أن هذا الانتخاب جاء كرد فعل من قبل الناخب الأمريكي بسبب السياسات التي اتبعتها ادارة الرئيس باراك أوباما والتي أظهرت الولايات المتحدة بصورة الضعيف العاجز. مقابل خطاب دونالد الذي غازل المشاعر الوطنية الأمريكية وجاء تحت عنوان “معاً لاستعادة أمريكا العظيمة”.
وبحسب شبيب، توجد عدة أسباب تدعونا إلى النظر بإيجابية لانتهاء ولاية أوباما ورحيل إدارته ونهجه، أولها ما اتسمت به إدارته بمجرد الكلام وإطلاق الوعود الفضفاضة والتسويف واللامبالاة بقضايا تهدد الأمن والسلم الدوليين، وثانيها؛ السياسات السلبية التي اتبعتها إدارة أوباما والتي أثّرت بشكل مباشر على ثقة حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين والأوروبيين.
أما السبب الثالث، من وجهة نظر شبيب، فهو ظهور الإدارة الأمريكية خلال حقبة أوباما بمظهر العجز عن إجبار ديكتاتور صغير مارق (بشارأسد) على الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي، وسمحت له بقتل مليون شخص وتهجير عدة ملايين وتهديد أمن المنطقة دون رادع.
يضاف إلى ذلك سبب رابع يتمثل بضعف إدارة باراك أوباما ومحاباتها لإيران، وهي أكثر الأنظمة اليمينية تطرفاً وإجراماً وخبثاً والسماح لها بالتمدد خارج حدودها وتصدير مشروع ديني متطرف. كما نمى وترعرع تنظيم داعش الإرهابي في عهد إدارة أوباما بمساعدة وتسهيل من نوري المالكي وحكومته المدعومة من الولايات المتحدة، حيث قامت هذه الحكومة بالتعاون مع إيران ونظام الأسد بخلق الظروف الملائمة لتشكيل داعش من أجل شيطنة العرب السنة، وسبباً في تهجيرهم من مناطقهم والتنكيل بهم.
أما آخر الأسباب التي تدعو إلى النظر بإيجابية لانتهاء ولاية أوباما ورحيل إدارته وقدوم إدارة مغايرة فكرا وتوجها، والكلام مازال لشبيب، أن إدارة أوباما سمحت لإيران ووكلائها بتشكيل عصابات طائفية وتنظيمها وإرسالها للقتال في سوريا، بالاضافة إلى تغافلها عن دعم إيران لمنظمتين إرهابيتين (حزب الله والحوثي) يستخدمان الفكر المتطرف في لبنان واليمن والعراق، رغم معرفة الولايات المتحدة بأن خطر هذه التنظيمات عابر للحدود ومستدام، وعقيدتهم تتنافى مع القيم الإنسانية.
وختم شبيب: أمام كل ما ذكر سابقا لابد من النظر بواقعية وبشيء من التفاؤل لانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وأن نراهن على براغماتية الرئيس الجديد، ونتمنى أن تمارس الولايات المتحدة خلال فترة حكمه الدور المنوط بها كدولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن، وأن تساهم سياساتها في حماية السلم والأمن الدوليين، وأن تدعم توجهات وتطلعات الشعب السوري في التحرر والخلاص من الديكتاتورية، وأن تساعد السوريين على الوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي يحقن دماءهم ويؤمن تخلصهم من الإرهابين الداعشي والإيراني بغية الوصول إلى دولتهم المستقرة التي ستساهم بدورها في نشر السلام والأمن والتنمية في المنطقة من جديد.