شكك المبعوث الصيني للشؤون السورية “شيه شياو يان” في نية الولايات المتحدة الأمريكية بتحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم داعش، معتبراً أن الهدف من المعارك الجارية حالياً هو “إضعاف التنظيم بالدرجة الأولى”.
وقال يان في تصريح له نقلته وكالة “شينخوا” إن “القتال الدائر لاستعادة حلب والرقة معقد للغاية نظراً لتباين الأطراف المنخرطة فيه، حيث يقاتل الأكراد في الرقة والجيش النظامي في حلب”.
وتوقع المبعوث الصيني بأن “المعارك الدائرة في المدينتين قد لا تنتهى بين ليلة وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة، أهمها تعدد الجبهات، حيث يحظى الأكراد بدعم واشنطن، فيما يحظى جيش النظام بدعم موسكو”.
وأوضح شياو يان أن “انخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية وسعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة يجعل الحسم في الرقة وحلب متعذرا للغاية في الفترة المنظورة على الأقل”.
ورأى شياو يان أن دعم الولايات المتحدة للأكراد لاسترداد الرقة من سيطرة تنظيم داعش يهدف بالأساس إلى إضعاف نفوذ التنظيم والحد من سطوته، متسائلاً: هل لدى الولايات المتحدة القادرة على تحرير الرقة نية حقيقية لدحر التنظيم والقضاء عليه؟.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أطلقت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الحالي حملة لتحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم داعش حملة اسم “غضب الفرات”، وذلك بدعم وغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وجدد المبعوث الصيني التأكيد على أن بلاده “كانت في طليعة الدول التي دعت إلى حل الأزمة السورية بالسبل السياسية، وبذلت قصارى جهدها في هذه الاتجاه، وطرحت مبادرة خاصة للتسوية تعكس الحكمة الصينية، مشيراً إلى تمسك بكين بدور بناء يدفع بجهود التسوية السورية قدماً، والعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يستند إلى الحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية”.
وكان المبعوث الصيني إلى سوريا قد دعا في وقت سابق كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى التخلي عن طموحاتهما الجيوسياسية في سوريا، من أجل تسوية الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.