شكك بشار الأسد بالوعود التي قدمها الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” فيما يخص التعاون مع “الحكومة السورية” على محاربة تنظيم داعش، مشيرا إلى أنه “حذر جدا” في الحكم عليه إلى حين استلام مهامه كرئيس، لكنه أشار ألى أنه سيكون حليفاً له إذا حاربت إدارته الإرهاب.
وأوضح الأسد خلال مقابلة مع باولو دينتينهو للتلفزيون البرتغالي RTP أن “ترامب لا يزال موضع شك بالنسبة إلينا فيما إذا كان سيتمكن من الوفاء بوعوده أم لا، ولهذا نحن حذرون جدا في الحكم عليه، خصوصا أنه لم يشغل أي منصب سياسي من قبل”.
وجاء تشكيك الأسد متناغما مع تصريحات وزارة الخارجية الروسية، التي كانت قد شككت في الوعود التي قدمها ترامب بالتعاون مع روسيا فيما يخص الشأن السوري.
وأضاف الأسد “لا نستطيع أن نقول شيئا عما سيفعله ترامب، لكن إن كان سيحارب الإرهابيين فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد مع الروس والإيرانيين والعديد من البلدان الأخرى التي تريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين”.
وقال الأسد “ليس لدينا الكثير من التوقعات، لأن الإدارة الأمريكية لا تتعلق بالرئيس وحده، بل بقوى مختلفة داخل هذه الإدارة، مجموعات الضغط المختلفة التي ستؤثر على الرئيس، ولأجل ذلك علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ ترامب بمهمته الجديدة، أو يستلم مهام منصبه داخل هذه الإدارة كرئيس بعد شهرين”، وأعرب عن “الأمل بأن تكون واشنطن غير منحازة وتحترم القانون الدولي، ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى في العالم، وتتوقف عن دعم الإرهابيين في سوريا”.
ولم يعط الأسد قبل إجراء الانتخابات الأمريكية أي أهمية لتصريحات ترامب حول سوريا في حال فوزه ، مشددا على أنه لا يصدق السياسيين الأمريكيين فيما يقولوه.
وابدى الأسد، خلال المقابلة، استعداده للتعاون مع الأمريكيين في الحرب ضد الإرهابيين، فضلا عن التعاون مع أي جهة في هذا العالم دون شروط، مؤكدا أن الوضع الذي تواجهه سوريا الآن أشبه بحرب دولية ضدها والخيار الوحيد أمامها هو الانتصار في هذه الحرب على الإرهاب.
واعتبر الاسد أن هناك مهمتين يقوم بها نظامه حاليا هما “محاربة الإرهابيين” لاستعادة المناطق التي استولت عليها المعارضة، وفي الوقت نفسه “محاولة إيجاد حل لإخلاء تلك المناطق من الإرهابيين، إذا قبلوا ما يمكن تسميته خيار المصالحة، وهو إما أن يسلموا أسلحتهم مقابل العفو أو يغادروا”.
ووصف الأسد حربه مع فصائل المعارضة بأنه “غزو”، وقال “من حقنا أن ندافع عن بلدنا ضد أي نوع من أنواع الغزو، لنكن واقعيين، كل إرهابي أتى إلى سوريا، أتى عبر تركيا وبدعم من أردوغان”.
وكانت المستشارة الإعلامية والسياسية للأسد “بثينة شعبان” قد أبدت استعداد النظام السوري للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في حال انسجمت سياستها مع تطلعاته.
ومن جهته شدد ترامب على أن إدارته ستركز على محاربة تنظيم داعش في سوريا أكثر من الإطاحة ببشار الأسد، الذي أكد أنه لم يحبه يوما على الإطلاق، وذلك في أول تصريح له منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
كما اقترح ترامب الابتعاد عن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية في عهد باراك أوباما، التي دعمت جماعات معارضة سورية اعتبرتها معتدلة دون التحقق من هويتها الحقيقية.