قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش “العقيد جون دوريان” إن التحالف لا يدعم العمليات الحالية التي تشنها فصائل سورية معارضة بغطاء من القوات التركية على مدينة الباب في ريف حلب الشمالي.
وأكد دوريان أن الأتراك اتخذوا هذا القرار بناءا على مصالح وطنية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سحبت عناصر قواتها الخاصة الذين كانت قد نشرتهم سابقا من أجل دعم القوات التركية وحلفائها في المعارك التي يخوضونها ضد تنظيم داعش.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان” قد اشار في وقت سابق إلى أن فصائل المعارضة المدعومة من تركيا تقف على مسافة قريبة جدا من مدينة الباب، وأنه “من المتوقع أن تنتزع الفصائل السيطرة على المدينة سريعا على الرغم من المقاومة الشرسة التي يبديها عناصر التنظيم.
ونوّه دوريان أن المحادثات الديبلوماسية الجارية بين تركيا والتحالف الدولي يجب أن تتوصل إلى اتفاق حول الدور المستقبلي لـ”قوات سوريا الديموقراطية” ومنع وقوع مواجهات مسلحة بينها وبين القوات الأخرى في المنطقة عقب زوال سيطرة تنظيم داعش، مؤكدا على وجوب تجنب أخطار أن يقوم شريكان مهتمان بهزيمة داعش بتحرك ميداني يأتي بنتيجة غير مفيدة للطرفين.
من جهته، أشار وزير الدفاع التركي “فكري إيشيق” إلى وجود رؤى مشتركة بين الروس والأمريكيين بشأن مدينة الباب، لافتا إلى “وجود تقارب تركي روسي أمريكي حول مصير مدينة الباب، وقال “نسعى بقدر الإمكان أن نبحث هذه المسألة عبر التواصل، وعلى طاولة المباحثات”.
وحول منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى “الإعصار 302 ميليمتر الموجهة والتي صنعتها شركة “روكيتسان” التركية وحضر إيشيق مراسم استلام الجيش التركي لها في العاصمة أنقرة، أكد إيشيق أن المساعي مع الروس الأمريكان مازالت مستمرة على مختلف الأصعدة، مبيناً أن “اللقاءات من أجل هذه المسألة لا تتم مع روسيا من أجل امتلاك منظومة “إس-400″ فحسب، بل مع كل دولة لديها منظومة دفاع جوي”.
ووصف إيشيق الموقف الروسي حول هذه المسألة بأنه “إيجابي”، وقال “أتمنى من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن يكونوا أكثر حماسة في هذه المسألة، فنحن نريد امتلاك منظومة دفاع جوي تتلاءم مع منظومة الحلف، إلا أننا إطلاقاً لا ندير ظهرنا للعرض الروسي، ونعمل بشكل مكثف لتحقيقها”، كما أكد أن “الهدف النهائي لتركيا من امتلاك منظومة للدفاع الجوي هو تصنيع تركيا منظومتها الدفاعية الخاصة بها”.
وكانت فصائل المعارضة السورية مدعومة من أنقرة قد بدأت في 24 آب/أغسطس الماضي عملية عسكرية شمال سوريا أطلقت عليها اسم عملية “درع الفرات” حيث استطاعت انتزاع عدة قرى وبلدات أهمها جرابلس ودابق وصوران، كما تقدمت حتى أصبحت على مشارف مدينة الباب، عقب سيطرتها على بلدتي سوسيان وحزوان.
هذا فيما أعلنت تركيا على لسان عدد من مسؤوليها أن العملية مستمرة حتى طرد تنظيم داعش من كامل ريف حلب الشمالي وإزالة كل الأخطار التي تهدد أمن تركيا على حدودها المشتركة مع سوريا.