اعتبر محمد قنطار، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، أن ما تعرضت له الأحياء المحاصرة في حلب الشرقية من استهداف للمستشفيات والبنى التحتية التي تقدم خدمات إنسانية لعشرات الآلاف من المحاصرين يجسد سقوطا أخلاقيا لكل المؤسسات الأممية ولشرعة حقوق الإنسان.
وقال قنطار، في تصريح صحفي لموقع “إيلاف“: إن “سياسة تدمير المستشفيات والمرافق الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية للمدنيين مشهد غير مستغرب أبدا عندما نذكر النظام الأسدي والروس والميليشيات الإيرانية والشيعية”، مؤكدا على أنه “مشهد يجسد بشكل تجريدي أفظع ما يمكن لدولة أن ترتكبه في سبيل مصالحها وأطماعها، وهو مشهد يجسد بشكل مجرد أيضا السقوط المدوي لكل المؤسسات الأممية ولشرعة حقوق الإنسان برمتها التي أقرتها الأمم المتحدة”.
كما أكد عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أنه “عندما تقوم روسيا بالخروج من المحكمة الجنائية الدولية بقرار وإرادة منها وقبلا قد تم خروجها من مجلس حقوق الإنسان هذا يعني تصريحا علنيا بأنها تعفي نفسها من أي مسؤولية أخلاقية أو قانونية تجاه ما ترتكبه إن كان في سوريا أو غيرها”.
وأضاف “ليتنا نجد في آلاف صور الأشلاء والضحايا الواردة من سوريا، ومن حلب تحديدا، صورة واحدة لمقتل “إرهابي” واحد كما يوصفونهم”. وانتهى إلى القول “لا أعلم لماذا يصر الطغاة دومًا على نفس هذا النهج الهمجي رغم أن التاريخ يخبرنا دومًا أن من تنتصر بالنهاية هي إرادة الشعوب الحرة”.
وكانت مدينة حلب قد شهدت قصفاً عنيفاً أصاب منظومات العمل الطبي والإسعاف، وأدى إلى توقف كامل للخدمات الطبية والعجز عن تلبية الاحتياجات اللازمة للمدنيين المحاصرين وهم أكثر من 300 ألف نسمة، ومع بدء الهجمة العسكرية الأخيرة من قبل نظام الأسد وروسيا خرجت 10 مستشفيات ومرافق طبية عن العمل، كما تم استهداف 13 منشأة طبية ومشفى خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
هذا وكانت العديد من الجهات الدولية والمحلية قد أدانت استهداف المستشفيات في حلب وخروجها عن الخدمة، حيث أعلنت مديرية صحة حلب توقف جميع المستشفيات في المدينة المحاصرة عن العمل بسبب القصف الجوي العنيف والممنهج من قبل نظام الأسد والطائرات الروسية.
وأوضحت المديرية في بيان لها أن نظام الأسد وروسيا استخدما الأسلحة المحرمة دولياً وترسانتهما العسكرية في قصف المدنيين، وتعمدا استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين المعالجة الطبية اللازمة.
كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الهجمات العسكرية أدت إلى تدمير مستشفى للأطفال ومستشفيات أخرى خاصة بالجراحة في مدينة حلب بسبب القصف الجوي، وقد تجاوز عدد المستشفيات المستهدفة 130 مستشفى منذ مطلع العام الحالي.