أعلنت فصائل المعارضة السورية العاملة في حلب أنها أبلغت الأمم المتحدة بموافقتها على خطة المساعدات الإنسانية في المدينة، فيما اعتبرت موسكو أنه لا توجد ظروف مناسبة لإطلاق خطة أممية إنسانية شرقي مدينة حلب.
وجاء التصريح الروسي على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف يوم أمس الجمعة بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة موافقة فصائل المعارضة السورية على خطة لإدخال مساعدات للمدنيين في حلب، بمن فيهم نحو ثلاثمائة ألف يرزحون تحت الحصار في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأكدت الفصائل استعدادها للتعاون بشأن الخطة الأممية، فيما قالت الأمم المتحدة إنها في انتظار الضوء الأخضر من روسيا ونظام الأسد. وقالت فصائل أحرار الشام ونور الدين زنكي والجبهة الشامية وفيلق الشام والفوج الأول في بيان لها إنها ليست المستهدفة بالهجوم البربري على حلب وإنما هم المدنيون ومستشفياتهم ومدارسهم ومنازلهم.
وأضاف البيان أنه إذا تم تنفيذ الخطة الإنسانية بدقة وبشكل كامل فسيمكن إدخال الاحتياجات الإنسانية الملحة والمساعدات الطبية إلى حلب المحاصرة، مؤكدا أن روسيا والنظام السوري هما من يعرقل تنفيذ الخطة. ودعت فصائل المعارضة في البيان المجتمع الدولي إلى أن يرقى لمستوى التزاماته الأخلاقية، مؤكدة أن الصمت والتقاعس لم يعودا خيارا.
وفي مؤتمر صحفي بمدينة جنيف، قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “يان إيغلاند” إن الفصائل المعارضة وافقت خطيا على الخطة الأممية المتعلقة بإيصال المساعدات وإجلاء المصابين، مضيفا أنها حظيت بموافقة شفهية من روسيا وأنها تنتظر جواب النظام السوري.
وأكد إيغلاند أن مئات الشاحنات جاهزة في تركيا والجزء الغربي من حلب الذي يسيطر عليه النظام لإدخال المساعدات، لكن الأمم المتحدة بحاجة لإخطارها قبل ذلك بـ72 ساعة للتحضير “لعملية كبيرة ومعقدة وخطيرة”.
وعبر المستشار الأممي عن أمله في إمكانية تنفيذ الخطة “خلال الأيام القليلة القادمة” مشيرا إلى أنها تشمل استبدال ثلاثين طبيبا مازالوا في شرق حلب، وأن مئات الجرحى ينتظرون إجلاءهم للعلاج.
وذكر أيضا أن الأمم المتحدة أوصلت خمسين شاحنة مساعدات لأكثر من 107 آلاف مدني بمدينة الرستن بريف حمص خلال الشهر الجاري، وأن ستمئة ألف شخص ما زالوا يعيشون بالمناطق المحاصرة في سوريا وأنه لا يوجد إذن لدخول المساعدات الإنسانية منذ ثلاثة أشهر.
وفي تصريحاته بشأن سوريا قال “ديميتري بيسكوف” المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس “فلاديمير بوتين” ما زال متشبثا بوجهة نظره في ما يتعلق بضرورة التعاون من أجل تحقيق تسوية في سوريا، معربا عن أسفه لعدم توافق رؤية الإدارة الأميركية الحالية مع وجهة النظر الروسية في هذا الشأن.
ونفى بيسكوف أن تكون أي جهات رسمية روسية قد أجرت في باريس مؤخرا محادثات مع نجل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن الأزمة السورية.
وتأتي هذه التصريحات ردا على ما تداولته وسائل إعلام غربية بشأن إجراء دونالد ترامب جونيور مباحثات في باريس مع أطراف لا تصر على تنحي بشار الأسد، وتناولت تسوية سلمية للأزمة السورية، وتعاون الغرب مع موسكو في هذا المجال.