النظام يواصل ارتكاب المجازر في حلب وتدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية

قضى خمسة وخمسون في مدينة حلب، يوم أمس الاثنين، جراء قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على الأحياء المحاصرة، فيما وقعت حالات اختناق في صفوف المواطنين جراء قصف تلك الأحياء...
قصف على حلب

قضى خمسة وخمسون في مدينة حلب، يوم أمس الاثنين، جراء قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على الأحياء المحاصرة، فيما وقعت حالات اختناق في صفوف المواطنين جراء قصف تلك الأحياء بغاز الكلور من قبل مروحيات النظام التي ألقت براميل متفجرة تحوي غازات سامة، في ظل تدهور للأوضاع الإنسانية غير مسبوق شرقي حلب.

حيث قضى خمسة وخمسون شهيدا منهم خمسة وثلاثون بقصف لقوات الأسد على حلب وتادف وكفركرمين، فيما قضى عشرة في قصف مجهول المصدر، وخمسة بقصف روسي على حي القاطرجي، فيما أعدم ثلاثة بيد قوات PYD، وشهيد أثناء القتال ضد قوات الأسد وشهيد قضى على يد مجهولين في قرية أرناز بحسب مصادر ميدانية.

وقد كثف النظام قصفه للأحياء المحاصرة في الأجزاء الشرقية من المدينة، بالتزامن مع نزوح آلاف المدنيين عن عدد من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما يواجه عشرات الآلاف ممن بقوا في المدينة خطر القصف المكثف، وهجوم بري ومعارك توشك على السيطرة على المدينة بالكامل لصالح النظام.

وتركز القصف الصاروخي والمدفعي والجوي الذي استخدمت فيه قنابل عنقودية وارتجاجية على أحياء الميسر والشعار والقاطرجي، وقالت مصادر طبية إن القصف الذي استهدف حي القاطرجي استخدمت فيه قوات النظام غاز الكلور.

وعقب سيطرة قوات النظام على حي الصاخور انشطرت مناطق سيطرة المعارضة إلى قسمين شمالي وجنوبي، وباتت قوات النظام قريبة من حي الشعار المؤدي إلى قلب وعمق القسم الجنوبي للأحياء الشرقية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، حيث باتت سيطرة المعارضة تتقلص شمالا لصالح وحدات حماية الشعب الكردية، وقد توزعت السيطرة على القسم الشمالي بين قوات النظام في أحياء هنانو وجبل بدرو والحيدرية، أما الوحدات الكردية فتسيطر على بعيدين وبستان الباشا والشيخ فارس والهلّك الفوقاني والهلّك التحتاني.

هذا فيما يشهد الوضع الإنساني في أحياء حلب المحاصرة تدهورا غير مسبوق مع نزوح آلاف المدنيين ونفاد مخزونات الغذاء والوقود، مع زحف قوات النظام باتجاه ما تبقى من أحياء المدينة بيد المعارضة، فيما تكتفي الأمم المتحدة بالتعبير عن قلقها من تفاقم الأوضاع واشتداد القصف.

حيث دفع اجتياح قوات النظام لأحياء مساكن هنانو والصاخور والحيدرية والشيخ خضر وجبل بدورو، وسيطرة القوات الكردية على حيي بستان الباشا والشيخ فارس نحو عشرة آلاف مدني إلى النزوح.

وتوجه قسم من هؤلاء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية حيث تم تأمين الحماية لهم، فيما فرّ آخرون إلى الأحياء المتبقية بيد المعارضة، بينما سلم البعض أنفسهم لقوات النظام، وأفاد بعض سكان بأن أقارب لهم تعرضوا للتصفية بعد تسليم أنفسهم للنظام.

ووصف الدفاع المدني الوضع في المناطق المحاصرة بالكارثي، وأعلنها منكوبة بالكامل، كما أكد أن كميات الوقود التي يستعملها لتسيير عرباته التي تتولى إسعاف المدنيين ستنفد خلال يومين.

من جهتها، حذرت منظمات دولية ومحلية من أن مخزونات الغذاء في المدينة بصدد النفاد، خاصة أنه لم تدخل المناطق المحاصرة أي مساعدات منذ الصيف الماضي، وقال استيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمم المتحدة تدعو كل الأطراف لحماية المدنيين، ووقف القصف العشوائي حتى تتمكن من إدخال المساعدات.

وأضاف أن “الأمم المتحدة قلقة بشدة حول القتل المركز في شرق حلب والقصف العشوائي الجوي خلال الأيام الماضية، وهو ما أدى إلى تسجيل مقتل وجرح كثير من المدنيين، وأطلق العنان لنزوح آلاف آخرين إلى غرب حلب وداخليا ضمن شرق حلب وإلى حي الشيخ مقصود”.

وتابع أن الأوضاع لا تزال حساسة ومتحركة في الأحياء الشرقية للمدينة، وقال إن نحو 270 ألف مدني في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية التي لم تصلهم منذ تموز/يوليو الماضي.

كما قال إن انقطاع المساعدات منذ ذلك الوقت يحوّل شرق حلب إلى مدينة دون طعام. يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن المعارضة السورية المسلحة وافقت على إدخال قوافل مساعدات إلى حلب، في حين لم تتلق بعدُ جوابا من قبل نظام الأسد أو روسيا.

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة