قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فيتالي تشوركين” إن “العصابات التي كان يمولها الغرب هي الآن على وشك الانهيار في حلب”، منوها إلى إدانة موسكو لكل محاولات دعم المسلحين بخلفية سياسية، ورفضها تحقيق أي أهداف سياسية تحت ذريعة المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى الأوضاع المماثلة التي تعانيها مدينة الموصل العراقية.
وأوضح تشوركين، تعليقاً على مشروع القرار الفرنسي البريطاني المشترك حول إنقاذ حلب وإيقاف القصف الوحشي على المدنيين وإيصال المساعدات العاجلة لهم: أن “200 ألف مدني من المحاصرين في دير الزور يحصلون فقط على 1% من المساعدات الإنسانية فأين دور الأمم المتحدة؟”.
وقال تشوركين “الغرب لم يتمكن من تنفيذ وعوده بفصل المعارضة في سوريا عن الإرهابيين”، مضيفا أن موسكو تشترط ذلك للاتفاق على وقف إطلاق النار في المدينة السورية.
وكان اتفاق روسي أمريكي تم في أيلول/سبتمبر الماضي قضى بقيام واشنطن بالضغط على مجموعات المعارضة السورية للتنصل من التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي لم يتحقق، وسط اتهامات موسكو لواشنطن بمحاولة التنصل من الالتزام بتنفيذ الاتفاق.
واعتبر تشوركين أن “العصابات التي كان يمولها الغرب هي الآن على وشك الانهيار في حلب”، مشيرا إلى أن “الجيش العربي السوري حقق نصرا معنويا هناك”.
وبدأ جيش النظام هجومه في مناطق شرق حلب بالتعاون مع القوات الروسية والإيرانية والعراقية والأفغانية واللبنانية المتحالفة معه، منتصف الشهر الفائت، لاستعادة تلك الأحياء وتضييق الخناق على فصائل المعارضة، حيث تمكن من بسط سيطرته على ثلث الأحياء الشرقية للمدينة، وسط تزايد أعداد الفارين من تلك الأحياء عبر المعابر الإنسانية المحددة واستهداف العشرات منهم بطيران النظام ومدفعيته ما أدى إلى مجازر مروعة.
واتهم المندوب الروسي وسائل الإعلام الغربية بتزييف الحقائق في سوريا، ذاكرا تجاهل المجتمع الدولي المحاصرين في مدينة الموصل العراقية، بالإضافة إلى الأزمة اليمنية، وأكد تشوركين أن روسيا تؤيد أية محاولة لدعم الجهود الإنسانية في حلب، مشيرا إلى أن موسكو تقدم المساعدات الإنسانية للمدنيين هناك ولكن لا أحد يراها أو يسمع بها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء إنها مستعدة لمرافقة وكالات الإغاثة إلى داخل أجزاء من شرق مدينة حلب التي تم إخراج المعارضين منها في الفترة الأخيرة، لكنها أشارت إلى عدم تلقيها أي طلب من الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى حتى الآن.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” قد قال خلال كلمته في الجلسة، إن مبادرته بشأن حلب لاتزال مطروحة، مشيرا إلى ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى المدنيين في حلب.
وأشار دي ميستورا إلى أنه خلال “الشهر الماضي اقترحت خطة شاملة لوقف العنف وخروج النصرة من شرقي حلب والمحافظة على السلطات المحلية هناك لكن لم نحصل على ضمانات بذلك.. المنطق العسكري هو السائد بين أطراف الصراع في حلب.. على مجلس الأمن أن يتحرك تجاه من يخرق القانون”، مؤكدا أن العنف في المدينة ليس من جانب واحد والقصف يطال البنى التحتية هناك.
وقال المبعوث الأممي إن 16 ألف شخص فروا من أحياء حلب الشرقية، وذكر أن تقارير عن اعتقال مدنيين في حلب بزعم علاقتهم بالمعارضة المسلحة.
بدوره أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أوبراين، أن كل المبادرات التي تقدمت بها الأمم المتحدة لم تلق أي صدى، مشيرا، إلى أن المدنيين في حلب يقتلون يوميا ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.
وأضاف أوبراين خلال الاجتماع “أطراف النزاع أظهروا أنهم غير مستعدين لأي حل سوى الحل العسكري.. لم تعد هناك أية مستشفيات تعمل في شرق حلب بعد أن تعرضت جميعها للقصف، كما نزح بسبب النزاع والقصف 70 ألف شخص داخل غرب حلب، كما أن حوالي 700 ألف شخص في سوريا تحت الحصار في مناطق أخرى غير حلب”.
وأضاف “الهلال الأحمر العربي السوري يتجاوب مع مطالب اللاجئين في حلب منها تقديم المساعدات الطبية والغذاء.. يجب على الحكومة السورية أن تسمح للأمم المتحدة التحرك في حلب بسلام وأمان دون أية قيود غير مبررة لزيادة طاقاتنا للتجاوب مع الاحتياجات المتزايدة”، وأكد أن “أي خروج للمدنيين من حلب يجب أن يكون آمنا وطوعيا.. ويجب أن تتاح إمكانية العودة لكافة المدنيين إلى منازلهم بكرامة بعد تحسن الظروف”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اجتماعا طارئا يوم أمس الأربعاء بطلب من فرنسا بشأن الوضع المتدهور شرق حلب ولكن لم يسفر عن شيء سوى حوارات بيزنطية بين الغرب المطالب بوقف المجازر وإدخال مساعدات إلى مدينة حلب وروسيا التي ترفض أن يتم إنقاذ أهالي حلب قبل أن يتم إنقاذ أهل الموصل وحمايتهم من الحرب التي يشنها التحالف الدولي عليهم.