أكد محمد قنطار، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري ونائب مدير المكتب التنظيمي، أن عمليات التهجير القسري التي تتم حاليا في ريف دمشق هي خطة معلنة وواضحة يقوم بها النظام وشركاؤه في إطار السيطرة على سوريا بأي وسيلة كانت.
ولفت قنطار، في تصريحات خاصة للمكتب الإعلامي في التيار، إلى أن النظام لا يهتم لتهجير سكان المنطقة وإخلائها من أهلها أو أن يسيطر على منطقة عبارة عن مجرد أنقاض جراء القصف والتدمير الممنهج، وإنما كل ما يهمه تحقيق نصر عسكري من وجهة نظره وتحقيق أعلى مكاسب عسكرية على الأرض، خصوصا قبل تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة لمهامها ليفرض أمرا واقعا تتعاطى من خلال هذه الإدارة مع نظام الأسد، وتضعه في حسبانها.
وذكر عضو الأمانة العامة بتيار الغد السوري أن هذه العملية تندرج في إطار خطة للنظام وشركائه تهدف إلى معاقبة جماعية لكل حواضن الثورة.. أما على المدى البعيد فإن نفي كل المهجرين قسرا إلى محافظة إدلب يهدف لأن تتحول هذه المحافظة في نظر العالم إلى عاصمة لتنظيم القاعدة ممثلا بجبهة النصرة، كما أصبحت الرقة عاصمة لتنظيم داعش، ما يشرعن قصفها وتدميرها وبغطاء دولي هذه المرة.
ويواصل النظام بناء كل سياساته، التي يعمل من خلالها على احتواء الثورة السورية وإخمادها في العديد من المناطق وخصوصا في محافظتي دمشق وحمص، على أسس التهجير القسري والتغيير الديمغرافي لسكان هذه المناطق لتحويلها إلى تابعة ومؤيدة، وحشر معارضيه في مناطق أخرى يسهل عليه تطويقها واستهدافها واستجلاب تأييد دولي لمشروعه الذي يرمي من خلاله إلى إعادة إنتاج نفسه بعد أن قتل وشرد ملايين السوريين.
وكان مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج قد قال في مقابلة مع وكالة ”برس بوجيكت” إن موجات النزوح الجماعي والتهجير القسري في سوريا هي جزء من استراتيجية لإخلاء البلد من سكانها يقصد منها إيصال البلد إلى حافة الإنهيار، وخصوصا أن الطبقة المتعلمة خرجت من البلد كما أشار إلى أن خلف طرد مئات الآلاف من السوريين من مدنهم حسابات واعية لأشخاص ومجموعات تستفيد من الحرب مباشرة وتسعى غلى إطالة أمدها التحكم في مصرها ونتائجها.
وكان نشطاء وسياسيون سوريون قد نظموا عدة حملات تحت عنوان لا للتهجير القسري، اشتملت على مظاهرات في داخل سوريا ودول أجنبية عدة منها ألمانيا والسويد وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ولبنان وتركيا وغيرها، مشددين على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ومطالبين بضرورة إيقاف هذا العمل الذي يؤدي إلى تغيير ديمغرافي يرسخ الطائفية والعنصرية التي يزرعها ويروجها نظام الأسد في سوريا فيما تحاربها الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقتها قبل ست سنوات.