مجلس الأمن يناقش مشروع قرار مصري لوقف إطلاق النار في حلب

حذر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشار الأسد من “وهم تحقيق انتصار عسكري” في مدينة حلب، وشددا على ضرورة إجراء مفاوضات تكفل مستقبلا آمنا لكل سوريا، فيما دعت السعودية وقطر والإمارات وتركيا إلى عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة كما يبحث مجلس الأمن الدولي اقتراحا مصريا نيوزيلنديا إسبانيا حول الأوضاع المرعبة في حلب.

وقالت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر حول المتوسط في روما مخاطبة بشار الأسد “تستطيع أن تكسب حربا لكنك قد تخسر السلام”.

وتساءلت موغيريني “من لديه مصلحة في كسب حرب والحصول على جائزة تتمثل في بلد منقسم ومسلح ويضيق بالإرهابيين ومعزول على الساحة الدولية؟”، مع رفضها اعتبار أن النظام السوري حقق نصرا في حلب.

من جهته، قال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” خلال المؤتمر نفسه “حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية”. ووجه حديثه إلى الأسد قائلا “اتصل بالأمم المتحدة لتقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية”.

واعتبر دي ميستورا أن “الانتصار العسكري الذي ترتسم ملامحه في حلب قد يدفع الحكومة السورية إلى القول لقد كسبنا الحرب ولم نعد نحتاج بالتالي إلى مفاوضات”، مضيفا “آمل ألا يحصل ذلك لأنه لن يحل شيئا”.

وجدد المبعوث الأممي دعوة “روسيا وإيران” إلى استخدام “نفوذهما” لإقناع دمشق بالتفاوض جديا، منبها إلى أن “البديل يمكن أن يكون نهاية الحرب ولكن بداية حرب عصابات رهيبة من دون أي إعادة إعمار”. وأكد أن هذه المفاوضات ينبغي أن تشمل “تقاسما للسلطة”، محذرا من أي تقسيم لسوريا.

هذا فيما كشف الوزير الروسي عن مشاورات مع الأمريكيين تجري في جنيف، وقال إن تلك المشاورات يجب أن تركز على تحديد فترة زمنية لحل الوضع في حلب وانسحاب المسلحين من المدينة. كما أعلن عن استعداد بلاده لإرسال مزيد من الخبراء العسكريين إلى جنيف بأسرع وقت للتنسيق مع الجانب الأمريكي بشأن حل أزمة مدينة حلب.

وفي سياق متصل بالحراك الدبلوماسي، من المنتظر أن يصوت مجلس الأمن يوم غد الاثنين على مشروع قرار مصري نيوزيلندي إسباني مشترك لوقف إطلاق النار في حلب لمدة أسبوع قابلة للتمديد، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة.

حيث دعت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وتركيا إلى عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الأوضاع في سوريا، خاصة ما وصفته بالنواحي الإنسانية المرعبة في حلب.

وقالت الدول الأربع في بيان لها إنه يتعين عقد مثل هذه الجلسة لرفع توصيات، بعدما أصبح مجلس الأمن عاجزا بسبب افتقاده للإجماع، كما قال البيان إن الأوضاع في سوريا خطيرة، وتتطلب معالجة خاصة من الجمعية العامة بعدما تصاعدت وتيرة العدوان العسكري على حلب، وما يواكبه من تداعيات مدمرة على المدنيين.

وجاء في البيان أيضا أن الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في سوريا تنتهك القانون الإنساني الدولي، وربما ترقى لجرائم حرب.

واستبق البيان جلسة لمجلس الأمن تعقد غدا الإثنين للتصويت على مشروع القرار المصري النيوزيلندي الإسباني المشترك لوقف إطلاق النار في حلب أسبوعا، ويمكن تمديده، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة.

تعليقات الفيسبوك