تفاقم معاناة أهالي ريف حمص الشمالي مع دخول الشتاء

بدأت قسوة فصل الشتاء تزداد يوما بعد يوم مع انخفاض درجات الحرارة ومع دخول أول عاصفة مطرية إلى ريف حمص الشمالي، فأصبح هم الناس وشغلهم الشاغل الذي يشغل جل...
الشتاء في حمص

بدأت قسوة فصل الشتاء تزداد يوما بعد يوم مع انخفاض درجات الحرارة ومع دخول أول عاصفة مطرية إلى ريف حمص الشمالي، فأصبح هم الناس وشغلهم الشاغل الذي يشغل جل تفكيرهم جلب ما يجعل الدفء يدخل إلى أجسادهم وأجساد أطفالهم في ظل انتشار البطالة في مدن وبلدات الريف الحمصي.

يعتمد أغلب المدنيين في إشعال مدافئهم على الحطب، كونه يعد أرخص السلع من أجل التدفئة وأكثرها حرارة، ويستغلون مدافئ الحطب في تحضير الطعام بالإضافة إلى التدفئة كون أسعار مادة الغاز بدأت بالارتفاع، فأصبحت جرة الغاز عبئا على من دخله محدود.

تتراوح أسعار الحطب حسب نوعها، يعد حطب اللوز أغلاها ثمنا وأكثرها دفئا حيث يتراوح سعرها ما بين (80 – 85) ليرة سورية، من ثم يليه حطب الزيتون والبلوط والصنوبر وغيرها.

أبو النصر رجل مسن في السبعين من عمره يقطن في مدينة الرستن يتحدث لنا: أعيش مع زوجتي فقط ولا يوجد لنا معيل أبدا أو دخل، أعتمد على ما تقدمهم لنا الجمعيات الخيرية الإغاثية وأهل الخير، ولكن ما يقدموه لنا شيء بسيط في ظل الحاجة الماسة فاضطر إلى الخروج من البيت صباحا لجمع الحطب وقطعة البلاستيك والنايلون من أجل الحصول على القليل من الدفء.

أما مادة المازوت تعد سبقا المادة الرئيسية للمدافئ في شتى مناطق سوريا، واليوم أصبحت مادة لا يستخدمها إلا ذوو الدخل الجيد، حيث يتراوح سعر ليتر المازوت في أغلب مناطق ريف حمص الشمالي ما بين (350 – 400) ليرة سورية الآن، والسعر قابل للزيادة مع زيادة انخفاض درجات الحرارة.

التمز أو ما يسمى عصير عجوة الزيتون حيث تعصر عجوة الزيتون وتجفف لمدة زمنية معينة حتى تصبح القطعة منها صلبة، تباع هذه المادة في الأسواق بسعر يترواح مابين (50 – 75) ليرة والسعر قابل للزيادة إيضا.

أما حي الوعر المحاصر، آخر أحياء مدينة حمص الخاضع لسيطرة الثوار، فيعاني من كارثة إنسانية، حيث يمنع نظام الأسد إدخال مادة الوقود إلى الحي، فيعتمد الأهالي على مخلفات النايلم وأثاث المنازل المدمرة من خشب وبلاستيك.

المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية تقدم الجزء اليسير من الحطب أو المازوت للعائلات المحتاجة ولكن الكميات لا تكفي سوى لبعض أسابيع.

ثورة الكرامة في عامها السادس وأزمة التدفئة تزداد في كل عام عن الذي قبله في ظل الحصار والقصف الذي يطبقه نظام الأسد على ريف حمص الشمالي وحي الوعر.

خاص – تيار الغد السوري

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة