واصل مقاتلو تنظيم داعش تقدمهم غرب وشمال مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ليسطروا على مناطق استراتيجية جديدة في ظل انهيار كبير بين صفوف قوات الأسد والمليشيات التابعة له، فيما يتعرض المدنيون الهاربون من المدينة والذين مازالوا فيها للقتل والتصفية بسبب الألغام التي زرعها النظام أو بسبب كونهم معتقلين في مقرات النظام حيث يتم تصفيتهم قبل انسحاب القوات أمام تقدم التنظيم.
حيث أعلنت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم تمكن قواته من السيطرة على منطقتي الدوة والبيارات غرب تدمر وعلى شركة حيان للغاز غرب المدينة أيضا، وعلى منطقة المثلث جنوب غرب المدينة، كما تمكنوا من السيطرة على بلدة التيفور الاستراتيجة القريبة من المطار العسكري ليصبح المطار خارج الخدمة تماما.
هذا فيما ارتفع عدد الشهداء في منطقة أبو الفوارس إلى ثلاث سيدات، قتلتهن قوات الأسد خلال انسحابها من المدينة وهن: ساجدة علي البطمان ونائلة علي البطمان وفريال كناوي، بحسب ما أكد مراسل تيار الغد السوري، أما في منطقة المثلث جنوب غرب تدمر هنالك أنباء عن حدوث مجزرة بحق المدنيين جراء انفجار لغم أرضي بهم، أما بالنسبة للمعتقلين الذين كانوا في فرع أمن البادية التابع لقوات الأسد فإن مصيرهم حتى هذه اللحظة مجهول هنالك أنباء غير مؤكدة تماما عن تصفيتهم من قبل قوات الأسد والمليشيات التابعة لها.
تنظيم داعش بعد أن بسط نفوذه على كامل مدينة تدمر، بدأ على الفور بممارسات ظلامية بحق العائلات التي لم تتمكن من الهرب خارج المدينة حيث طلب منهم الاجتماع في أحد الأماكن من المدينة ليحصي عددهم ويعتقتل من كان مطلوبا لهم وأمر التنظيم بمنع مغادرة العائلات أيضا، كما قام عناصر التنظيم بمداهمة منازل المدينة لملاحقة من بقي من قوات الأسد والمدنيين الذين تربطهم صلة بهم.
كما وصلت تعزيزات من ميليشيا “درع القلمون” لقوات الأسد المتمركزة غرب مدينة تدمر، فيما واصل طيران الأسد الحربي والمروحي شن غارات جوية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة لإيقاف تقدم داعش باستهدفه ضاحية العامرية ومحيطها شمالي تدمر ومنطقة الوادي الأحمر شمال شرقي تدمر وأحياء المدينة الغربية، مما أدى إلى وقوع جرحى في صفوف المدنيين حيث قام تنظيم داعش بإسعافهم إلى مشافي مدينة الرقة، كما واستهدف الطيران الحربي حقول جزل وجحار والمهر ومحيط مطار التيفور بالصواريخ الفراغية وسط اشتباكات متقطعة في محيط الحقول.
بالإنتقال إلى ريف حمص الشمالي، تعرضت قرية السعن الأسود إلى قصف بمدفع 57 والرشاشات الثقيلة مصدره حاجز سوق الغنم، كما قصفت قوات الأسد أحياء مدينة الرستن الشمالية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.