ينظر تيار الغد السوري إلى الأهوال والفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وميليشياته وداعموه في حلب بأنها شاهد على انحطاط تاريخي في القيم الإنسانية العالمية.
جثث الشهداء من النساء والأطفال والرجال تملأ شوارع حلب الشرقية وأنقاضها. ومن ينجُ من القصف تعدمه ميليشيات الأسد ميدانيا، أما من يصل إلى مناطق النظام فمصيره الاعتقال والتعذيب أو التجنيد الإجباري كي يلقى في أتون الحرب مرة أخرى.
إن تيار الغد من أول الداعين إلى ابتعاد المعارضة السورية عن القاعديين ومن شابههم، ولا يمكن تصديق أن هدم مدينة بأكملها فوق رؤوس سكانها هو حرب على الاٍرهاب، بل هو الإرهاب نفسه، ومن يجلب ميليشيات طائفية إرهابية إيرانية مثلها مثل القاعدة ومن يترك داعش ويحارب الشعب لا يحق له التحدث عن الحرب على الاٍرهاب.
لقد ظهر جليا خلال السنوات الماضية حدود تأثير المجتمع الدولي في الملف السوري، إدانات ومساعدات إنسانية وبعض المساعدات الميدانية، لذلك فإن تيار الغد لن يناشد المجتمع الدولي، وبدلا من ذلك يناشد السوريين.
إن التغيير الحقيقي وتصحيح المسار يكمن في أيادي المخلصين من أبناء الشعب، بعد حلب، يجب أن تستمر المقاومة، ولكي يكتب لها النجاح، يجب أن تكون تلك المقاومة التي يريدها الشعب، المقاومة المعتدلة الملتزمة بمستقبل ديمقراطي مشرق ومزدهر، والتي لا يوجد أي رابط بينها وبين التنظيمات القاعدية من أي نوع.
إنهم أولئك الرجال والنساء الوطنيين الذين يحبون سوريا بكافة تنويعاتها وأطيافها ومذاهبها وأعراقها، هم الذين يستطيعون إزالة كل تلك الشوائب التي علقت بنضال الشعب من أجل الحرية، ومن شأنهم إعادة الشرعية إلى الثورة، بعد أن لوثتها المذهبية والارتباطات العابرة للوطن.
تيار الغد السوري