قال الدكتور محمد خالد شاكر، الناطق الرسمي باسم قوات النخبة السورية، إن بشار الأسد يدرك أن المعارضة المعتدلة هي المعادلة الوحيدة القادرة على تقويض نظامه، ومقدمة لتحقيق نقلة فعلية في العملية السياسية، ستؤدي دون شك إلى القضاء على جميع التنظيمات المتطرفة ووقف الحرب، كعاملين أصبحا يشرعنان استمرار الصراع، وبالتالي الإبقاء على النظام، الذي يتوهم الحسم العسكري لصالحه، مما يضع سوريا أمام مراحل مفتوحة على جميع الاحتمالات الأسوأ، التي قد تنتهي بـ”بلقنة” سوريا، كنتيجة للاستعصاء الذي تشهده البلاد.
وأوضح الشاكر، ردا على بشار الأسد الذي اتهم قوات النخبة بالتطرف، أنه لكل ما سبق يعمل النظام السوري وحلفاؤه على اختزال مطالب السوريين بين خيارين، إما قتلة يزاودون عليك بالدين، وإما قتلة يزاودون عليك بالوطنية، وقد أصبح النظام يجمع بين الخيارين منذ دخول حزب الله إلى سوريا بشعارات طائفية مثل “يالثارات الحسين” و”زينب لن تسبى مرتين”، وتصريحات أمينه العام بأنه جندي في دولة ولاية الفقيه، كثقافة غريبة على البنية المجتمعية السورية، وهي العملية الممنهجة التي اشتغلت عليها إيران في تطييف الحالة السورية، وإدخالها في مهب صراعات تنأى عن المطالب التي خرج من أجلها السوريون.
وبالنسبة لقوات النخبة السورية، قال الشاكر إنها قوة عسكرية ذات بعد مدني وحاضنة شعبية في المنطقة ويدرك القاصي والداني الأساس الإيديولوجي الذي تأسست من أجله قوات النخبة السورية، التي كان نواتها أبناء المناطق التي ارتكب بحقهم التنظيم المتطرف أبشع المجازر، وهم معروفون بالأسماء، ومن الأشخاص الذين قتل داعش الآلاف من آبائهم وإخوتهم وأبنائهم، وكانت وسائل إعلام النظام ذاتها تداولت -وقتذاك- أخبار المجازر التي ارتكبت بحقهم، بسبب عدم إعلان البيعة والولاء للتنظيم المتطرف.
وأضاف الشاكر إن قوات النخبة السورية تأسست آواخر العام 2015، في أوج تمدد التنظيم المتطرف، وفي مرحلة شغلت مناطق دير الزور والرقة فراغاً حال دون وجود أي فصيل مدني، بعد أن تم القضاء تقريباً على جميع فصائل الجيش الحر في تلك المناطق، دون أن يمنع ذلك البعض من أبنائها من إعادة توحيد صفوفهم في وجه آلة التطرف، فنجحت في تشكيل نواة قوات النخبة السورية ممن عانوا قتلا وتشريدا من التنظيم المتطرف؛ قبل أن ينجحوا في خوض معارك شرسة مع داعش استطاعوا خلالها تكبيده خسائر كبيرة في العديد والعدة، وإسقاط طائرة استطلاع له.
وبالرغم من بقاء قوات النخبة في بداية تأسيسها خارج الحسابات العسكرية في سوريا، إلا أن ذلك لم يمنع مقاتليها، بحسب الشاكر، من أداء واجبهم الأخلاقي في محاربة داعش لاستعادة قراهم ومدنهم التي احتلها التنظيم، قبل أن تحصل قوات النخبة السورية مؤخراً على اعتراف دولي من البنتاغون الأمريكي، وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “جون دوريان” باعتبارها فصيلا مستقلا يعمل في إطار التنسيق والتعاون مع القوات التي تحارب التنظيم المتطرف لتحرير الرقة ودير الزور بأيدي أبنائها، وكان “دوريان” قد اعتبر أن قائد قوات النخبة لديه القوة القادرة على التأثير في أبناء المنطقة لما يمتلكه من نفوذ في تلك المناطق.
وأكد الشاكر أن قوات النخبة السورية ترى أن تحرير دير الزور والرقة من التنظيم المتطرف، مقدمة لتحرير كامل سوريا من شماعة التطرف التي لطالما تذرع بها النظام، مدركين في ذلك أن داعش والمليشيات الإيرانية هما وجهان لعملة واحدة، إذ يتأسس الطرفان على فكرة واحدة تضمنها الدستور الإيراني تقوم على “الدولة الإسلامية الجامعة والجهاد المستمر” كمبدأ روج له الخميني، وأصبح عامل جذب إيديولوجي لجميع الحركات الجهادية في العالم. لذلك لايريد الأسد أية قوة مدنية من أبناء المناطق الذين عانوا من احتلال داعش لمدنهم وقراهم، لسبب وحيد هو أن هؤلاء لايمكن أن يكونوا وقوداً لنار التجاذبات الإقليمية، التي تنسق فيما بينها في أقبية المخابرات الدولية والإقليمية على حساب الدم السوري، كما حصل في حلب وغيرها. مما يحول دون عقد صفقات للنظام وحلفائه مع استخبارات هذه الدولة وتلك.
وختم الشاكر أن قوات النخبة السورية، باختصار، خطوة نحو إعادة الوجه المدني لسوريا، بعيداً عن التجاذبات التي دفع ثمنها السوريون، وهي القوة الوحيدة الآن التي تعمل مستقلة وفي إطار التحالف الدولي، والمكونة من أبناء المناطق التي استحوذ عليها داعش، مايحول دون تكرار الفظاعات التي ارتكبتها المليشيات الطائفية الإيرانية في المناطق التي دخلتها.
وكان الإعلام الروسي قد وجه سؤالا لبشار الأسد حول قوات النخبة السورية التي تردد اسمها في الإعلام الأمريكي وأنها ستحظى بدعم واشنطن وستبدأ التحرك باتجاه الرقة لقتال تنظيم “داعش” وبأن لديهم 45 ألف مقاتل، من هم هؤلاء؟ وكيف ستتعاملون معهم؟.
فادعى الأسد أنه خلال السنوات الماضية “حاولت الولايات المتحدة أن تسوق بأن هنالك شيئاً يسمى “معارضة معتدلة” أو “مقاتلين معتدلين”، وأن هذه الكذبة لم يتمكنوا من تسويقها لأن الحقائق على الأرض أثبتت العكس، بأن كل من يدعمونهم هم متطرفون سواء “النصرة” أو “داعش” أو التنظيمات الأخرى التي تحمل العقيدة المتطرفة الإرهابية نفسها، الآن هم يحاولون ترك “داعش” في بعض المناطق ومن ثم الاعتماد على هذه المجموعات التي جزء منها كان أساساً في داعش والنصرة، ولكن حلق ذقنه ولبس لباساً مختلفاً وأصبح اسمه معتدلاً، وهو من سيقوم بتحرير تلك المناطق من داعش. فعملياً هي تمثيلية، داعش تحت سيطرة الولايات المتحدة، ومن يسمونهم معتدلين تحت سيطرتهم، ولكن هذه القوى ستقوم بغسل يد المسؤولين الأمريكيين من أي علاقة مع المتطرفين في سوريا بكل بساطة”.