أكدت مصادر تركية رسمية يوم أمس الجمعة أن مخيما سيقام داخل سوريا قرب الحدود لإيواء النازحين الخارجين من مدينة حلب، وأن تركيا ستواصل استقبال المرضى والجرحى القادمين من المدينة في مشافي المدن الحدودية.
وأضافت المصادر أنه تم تحديد موقعين محتملين داخل سوريا على بعد نحو 3.5 كيلومترات من الحدود لإقامة مخيم يمكنه استيعاب ما يصل إلى ثمانين ألف نازح، وتوقعوا وصول ما بين ثلاثين و35 ألفا.
هذا فيما أفاد مسؤول بمنظمة الصحة العالمية أن المستشفيات في غرب حلب مكدسة بالمرضى، وبينهم من يعاني تلفا في المخ والعين بينما بترت أعضاء بعضهم.
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني تابع للنظام أن قوات الأسد أوقفت أمس الجمعة عملية إجلاء آلاف المدنيين ومقاتلي الفصائل المعارضة من آخر أحيائهم في حلب.
وعُلقت عمليات إجلاء المهجرين من أحياء حلب الشرقية، بعد أن قامت مليشيات شيعية تابعة للنظام وعائلات من بلدات كفريا والفوعة يقطنون أحياء حلب الغربية بقطع طريق الحافلات عند عقدة الراموسة.
هذا فيما أعلنت تركيا أنها تجري اتصالات مكثفة مع إيران وقطر والسعودية ودول أخرى لتأمين عملية الإجلاء من مدينة حلب، وإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها بأسرع وقت، حيث أجرى رئيس الوزراء بن علي يلدرم اتصالا هاتفيا مع إسحاق جيهانغري النائب الأول للرئيس الإيراني لبحث التطورات الأخيرة في حلب.
وقال يلدرم إنه أكد لجيهانغري ثقته في أن إيران ستقوم بالمبادرات اللازمة من أجل استمرار عملية الإجلاء من شرق حلب دون مشاكل، وأبلغه بأن أنقرة مستعدة للتعاون مع طهران بهذا الشأن.
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه أوضح للمسؤول الإيراني أنه جرى استهداف عمليات الإجلاء في حلب، وأن الوضع هناك مثير للقلق، مشددا على أن بلاده مستعدة لبذل قصارى جهدها لسير عمليات الإجلاء بدون مشاكل، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه أجرى مباحثات مع نظيريه السعودي والقطري حول الوضع الإنساني في حلب. وشدد أوغلو خلال مؤتمر صحفي على أن تركيا جاهزة وفي حالة تأهب دائم لمساعدة السوريين وأنها لا تفرق بين شيعة سوريا وسنتها “فالجميع يجب رفع الحصار عنهم ومساعدتهم”. وشدد على أن بلاده تحرص على وحدة الأراضي السورية.
كما أشار وزير الخارجية التركي إلى المساعي الدولية التي تقودها بلاده لحل الأزمة في سوريا، مذكرا بتفاهمات في هذا الصدد توصل إليها الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس الروسي قال في وقت سابق إن الخطوة القادمة هي وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وتعهد بأن تضغط موسكو من الآن للتوصل لاتفاق بهذا الشأن. وأوضح بوتين أنه اتفق مع أردوغان على إجراء محادثات سلام جديدة بين أطراف النزاع السوري في آستانة عاصمة كازاخستان.