توفي خمسة مرضى، بينهم طفلان، يوم أمس الأحد بسبب البرد وانعدام وسائل التدفئة والمواد الطبية اللازمة، وتأجيل إخلائهم من حلب المحاصرة، فيما لا يزال عدد كبير من المهجرين محتجزين لدى قوات النظام والميليشيات الإيرانية في معبر الراموسة، وسط أوضاع إنسانية صعبة.
حيث أفادت شبكة “حلب نيوز” بأن ثلاثة مرضى في أحياء حلب المحاصرة فارقوا الحياة وهم بانتظار الخروج والنقل إلى المستشفيات، إضافة إلى طفل تجمد حتى الموت نتيجة البرد وانعدام وسائل التدفئة في ظل الحصار الخانق وتعليق إخلاء المدنيين، كما وثق ناشطون اسم أحدهم ويدعى “عامر عبده” يبلغ من العمر 20 عاما.
وفي تسجيل مصور من داخل غرفة عمليات في مشفى ميداني، نشره ناشطون، قال المتحدث في التسجيل: “راجعت اليوم في المستشفى الوحيد في حلب المحاصرة حالة ولادة قيصرية، حاولنا إخلاءها لكننا لم نستطع، وقام طبيب داخلية بإجراء العملية، إلا أن الطفل توفي بسبب التشوهات وعدم قدرتنا على إخلائه، أو تقديم المساعدة له”.
وأكدت “حلب نيوز” أنه لا يزال آلاف المدنيين محتجزين في عدد من الحافلات التي تحتجزها قوات النظام عند معبر الراموسة، آلاف المدنيين مع نسائهم وأطفالهم يجلسون داخل الحافلات منذ أكثر من 9 ساعات كرهائن بلا طعام ولا ماء، ولا يسمح لأحد بالنزول من الحافلة تحت أي ظرف كان، حيث تهدد قوات النظام من يحاول النزول بالإعدام فورا، من بينهم أطفال حاولوا النزول لقضاء الحاجة وتم منعهم تحت تهديد السلاح.
وأشارت إلى حالات خوف وإرهاق وإغماء تصيب المدنيين المحتجزين داخل الحافلات، والذين يعانون من أوضاع صحية سيئة، عدا عن الجوع والعطش والحاجة الملحة والعاجلة للنقل إلى المستشفيات.
ونقلت قناة “حلب اليوم” عن مصدر من الثوار في ريف حلب الغربي نفيه وصول أيّ باص من مهجري حلب المحاصرة أو دخول أيٍ منها إلى حلب من بلدتي كفريا والفوعة، وأشار إلى أن عشرات الحافلات في منطقة الراموسة تنتظر تنفيذ الإجلاء من شرق حلب.
هذا فيما بدأت اليوم عملية إجلاء جديدة للمحاصرين من أحياء مدينة حلب الشرقية خلال ساعات الصباح الأولى، وذلك بعد أن توصلت فصائل المعارضة إلى اتفاق جديد مع إيران وروسيا لإجلاء المدنيين والمسلحين من المدينة.
وقد نص الاتفاق الجديد على إخراج 4 آلاف شخص من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين بريف إدلب، بالتزامن مع إخراج 1500 شخص من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين بريف دمشق، مقابل استئناف إجلاء المحاصرين من شرق حلب.
هذا فيما لا يزال هناك 900 جريح في أحياء حلب المحاصرة، بينما يبلغ العدد الإجمالي للمدنيين الذين ينتظرون الإجلاء حوالي 50 ألفا. وكان نحو 8500 شخص بينهم جرحى تم إجلاءهم من أحياء حلب الشرقية المحاصرة إلى ريفها الغربي قبل أن يتم إيقاف عملية الإجلاء أول أمس، من قبل مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني.
كما وصلت 50 حافلة إلى محيط بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي استعدادا لإجلاء 4 آلاف شخص من البلدتين، وذلك ضمن الاتفاق الذي أبرمه الثوار مع إيران مقابل إجلاء أهالي مدينة حلب المحاصرة باتجاه ريف حلب الغربي.
يشار إلى أن الخارجين من كفريا والفوعة هم من النساء والأطفال والجرحى، فيما يزال آلاف المقاتلين متواجدين داخل البلدتين عدد كبير منهم من ميليشيا حزب الله.
من جهة أخرى، شن طيران النظام الحربي والطيران الروسي غارات استهدفت قرى وبلدات البناوي والمنطار وسيالة وبنان وبيشة ومحيط منطقة خناصر بريف حلب الجنوبي.