جرى حتى الآن توجيه الغضب إزاء المذبحة المُتكبة في حلب تجاه موسكو ودمشق، إلا أن الناشطين على الأرض يقولون إن لدى طهران واحدا من كبار الضباط على الساحة، كان قد أسس معسكرات سرية يتلقى فيها المرتزقة العراقيون التدريب للقضاء على الثوار في المدينة.
وبحسب معلومات نشرها موقع “فوكس نيوز”، تخضع القوات المسيطرة في الوقت الراهن على مدينة حلب لقيادة الحرس الثوري الإيراني (IRGC). وتشمل هذه القوات الخاضعة تحت إمرته مرتزقة أجانب مثل حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية بالإضافة إلى مقاتلين شيعة من لواء “فاطميون” من أفغانستان ولواء “زينبيون” من باكستان.
وقال مسؤولون أتراك وروس إن وزراء الخارجية والدفاع في كل من روسيا وتركيا وإيران، ناقشوا مستقبل سوريا ومدينة حلب في محادثات جرت في موسكو. وأضاف مسؤول تركي أن الاجتماع انعقد “لفهم وجهات نظر الأطراف الثلاثة محددين بذلك موقفنا جميعاً ووجهتنا أيضاً”.
وكان الاجتماع دليلاً إضافياً على دور إيران المتنامي في سوريا، سواء خلال الحرب الجارية أو في النتائج المتوقعة.
وبحسب التقارير الواردة من المعارضة الإيرانية التي ترجمها موقع “السوري الجديد”، فقد بلغ عدد قوات الحرس الثوري الإيراني الذين استأجرهم في حلب والمنطقة المحيطة بها 25 ألف شخص، بينما يشكل عدد الأفراد العسكريين من جيش الأسد نسبة محدودة للغاية.
وقد أخبر “شاهين جبادي”، المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة في إيران (NCRI)، فوكس نيوز أن “هذا التقرير لم يترك مجالاً للشك في أن النظام الإيراني هو العقبة الرئيسية أمام أي حل في سوريا”. وأضاف: “إن الوضع الراهن في حلب ودور النظام الإيراني في الأعمال الوحشية المُرتكَبة على الأرض يتطلب الطرد الفوري لقوات الحرس الثوري الإيراني والمرتزقة التابعة له من سوريا. كما يحاول حكم الملالي، بتدخله في الدول الأخرى، أن يغطي على ضعفه في الداخل. ولقد ارتبط بقاء النظام الإيراني بالحفاظ على الديكتاتور الأسد في حكم سوريا”.
وتفيد التقارير، التي حصل عليها المجلس الوطني للمقاومة وشقيقته منظمة مجاهدي خلق، بأن قائد قوات القدس، كما تُعرف قوات الحرس الثوري العاملة خارج إيران، هو العميد جواد غفاري، والذي يوصف بأنه اليد اليمنى للقائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي أصبح يُشار إليه بمنسق دور إيران في العمليات الروسية في سوريا.
كان غفاري قائداً في الحرب العراقية الإيرانية، كما كان المسؤول عن القوات العسكرية حول مدينة حلب والجبهة الشمالية في سوريا لمدة 3 أعوام. وتمت ترقيته مؤخراً إلى قائد ميداني لجميع قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وقبل بضعة أشهر، التقى جواد غفاري وقاسم سليماني ببشار الأسد، الذي أشاد بدوره خلال المحادثات.
وتشير تقارير أخيرة إلى أن فيلق القدس قد نشر مرتزقة من ائتلاف يضم 10 مجموعات تُعرَف بالحشد الشعبي، التي تتكون في معظمها من جماعات شيعية مثل بدر والنجباء، التي تمتلك عدداً من القواعد الدائمة في سوريا ومن بينها واحدة قريبة من مطار دمشق الدولي.
بالإضافة إلى تلك القوات، توجد كتائب البعث السورية الموالية للأسد وقوات المرتضى في حلب أيضاً.
ورفض مسؤولون تابعون لوزارة الخارجية الأمريكية، عند تواصل موقع فوكس نيوز معهم، التعليق على دور إيران في الصراع في حلب. وقد أشاروا بدلاً من ذلك إلى التصريحات التي أدلى بها المتحدث “جون كيربي” في مؤتمر صحفي سابق.
ولدى سؤال كيربي عن إنكار وزير الخارجية العراقية “إبراهيم الجعفري” وجود الميليشيات الشيعية من بلاده في حلب بإذن من حكومتهم، وعندما سُئِل أيضاً إن كان هناك أي قلق من أن تتلقى تلك القوات الدعم من إيران، قال: “لا أستطيع أن أؤكد صحة تصريحات وزير الخارجية من حيث وجود الميليشيات العراقية، ولمن يكنون الولاء والإخلاص”.
وأضاف كيربي: “ومع ذلك، نحن على علم بوجود مقاتلين تدعمهم إيران في سوريا. لقد تحدثنا عن ذلك، كما تحدثنا حول الدور غير المفيد الذي كانوا يؤدونه في دعمهم للأسد من خلال تقديم المشورة ومن خلال بعض العمليات القتالية والأكيد دعمه بالأسلحة والمساعدات”.
وأضاف: “وكنا قد تحدثنا من قبل أيضاً أننا نريد من النظام وداعميه، ومن بينهم إيران، التوقف عن ذلك النوع من الأنشطة والمحاولة لإيصالنا إلى نقطة نتمكن عندها من تحقيق وقف إطلاق نار مجدٍ”.
كما أكد المجلس الوطني للمقاومة أن الحرس الثوري قد أنشأ مقره الرئيس على نحو 20 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب في حامية عسكرية تدعى بحوث أو معسكر البحوث، والذي كان واحداً من أهم مراكز إنتاج الصواريخ والأسلحة الكيماوية لنظام الأسد.
وحسب التقارير، يشرف غفاري على المركز الآن، غير أنه يضم مركزاً آخر يديره قادة حزب الله اللبناني، فضلاً عن عدد من ضباط الجيش السوري الموجودين هناك أيضاً.
وقال جبادي: “الحقيقة هي أن الحرس الثوري إيراني والمرتزقة التابعين له قد احتلوا مدينة حلب. فالإعدامات الجماعية ومنع نقل المدنيين ومن بينهم النساء والأطفال بالإضافة إلى الاعتداء على المدنيين، كل ذلك قامت به قوات حكم الملالي”.
وتابع بقوله: “إنهم المصدر الرئيس للأزمة في سوريا والمنطقة. فقد أصبحت إيران أكثر جرأة على نحو متزايد، وذلك باستغلالها لتراخي المجتمع الدولي واقتناعها وتأكدها بأنها لن تتعرض للمساءلة أو العقاب”.
بيري كيارامونتي – فوكس نيوز
ترجمة: ريما قداد – السوري الجديد