انطلقت شرارة الثورة السورية في منتصف آذار 2011 وعمت أرجاء سوريا بالكامل، الأمر الذي جعل قوات الأسد تفقد أعصابها بعد أن فقدت السيطرة على مناطق استراتيجية عديدة.
لجأت قوات الأسد إلى استخدام المباني الحكومية كحصون منيعة من أجل قصف واستهداف المدن الثائرة ضد النظام الفاسد، حيث وضعت العربات المدرعة والدبابات ومدافع الهاون وتمركز القناصين على أسطح هذه المباني لقتل المدنيين الثائرين.
مشفى الباسل في مدينة الرستن
حولت قوات الأسد مشفى الباسل في مدينة الرستن من مكان لعلاج الناس وتقديم الرعاية الطبية لهم إلى مكان تتمركز فيه عربات ودبابات ورشاشات ثقيلة، كما وينتشر القناصين على أسطح المشفى وفي الطوابق العلوية، وقد قتل العديد من المدنيين بفعل نيران قوات الأسد التي تتخذ المشفى مركزا لها.
مشفى حمص الكبير في حي الوعر
يعد مشفى حمص الكبير داخل حي الوعر قلعة من القلاع التي يتحصن فيها قناصي ومقاتلي قوات الأسد والمليشيات المساندة لها، قوات الأسد داخل المبنى ارتكبت الكثير من المجازر بحق المدنيين داخل الحي.
“حسن أبو محمد” ناشط داخل الحي تحدث لنا: في كل مجزرة يرتكبها طيران الأسد ومدفعيات قواته يقوم قناصي مشفى حمص الكبير بإطلاق الرصاص المباشر على سيارات الإسعاف وعلى المدنيين ويعد بناء المشفى استراتيجي كونه يطل على عدة جزر داخل الحي مما يمكنه من شل الحركة في بعض الشوارع الرئيسية.
مبنى كلية البتروكيمياء في ديربعلبة
في الأسابيع الأولى للثورة، ومع ارتفاع وتيرة صوت الشارع الحر في حي ديربعلبة، استخدمت قوات الأسد مبنى كلية البتروكيمياء كثكنة عسكرية تمركزت بها دبابات ومدرعات لجيش الأسد، وقد انتشر القناصين على مبنى داخل حرم الكلية، وعزز نظام الأسد حاجز الكلية شيئا فشيئا حتى أصبح ترسانة عسكرية ومكانا لقتل المدنيين الأبرياء داخل الحي، كما قام حاجز كلية البتروكيمياء بفصل حي ديربعلبة الشمالي عن الجنوبي، وكان عائقا كبيرا على المتظاهرين من الحي الجنوبي إلى الحي الشمالي لحي ديربعلبة، حيث استشهد الكثير من المدنيين خلال قطعهم للطريق العام. وفي حادثة مشهورة خلال دخول وفد المراقبين العرب وإدخالهم لجثث خمسة أخوة قتلوا ذبحا من قبل مليشيات الأسد الطائفية في حي العباسية الموالي في 31-12-2011 حيث قام حاجز البتروكيمياء بعد خروج لجنة المراقبين العرب بإطلاق النار المباشر على المشيعين، حيث إصيب العديد من المدنيين وأصيب أيضا أحد الشهداء بطلقة في رأسه.
في الحملة الأخيرة على حي ديربعلبة اتخذت قوات الأسد من مبنى كلية البتروكيمياء مكانا لغرفة العمليات والرصد، كونه يعد أعلى مبنى في الحي فوضعت على سطح المبنى رشاش 14.5 وقناصيين شلوا الحركة في القسم الشرقي للحي وقاموا بمجزرة شديدة البشاعة حيث قتلوا امرأة وهي تهرب من قصف قوات الأسد على الحي.
مبنى الدراسات المائية على طريق حماة حمص
اتخذت قوات الأسد بتاريخ 15/10/2015 من مبنى مؤسسة الدراسات المائية مركزا لغرفة عمليات قوات الأسد في حملتها الشرسة على ريف حمص الشمالي، حيث اتخذت قوات الأسد والمليشيات الشيعية سطح المبنى مكان لتمركز مدفع 23 ومدفع b10 كما وتم تثبيت راجمة صواريخ في باحة المبنى ولعب المبنى دورا بارزا في الحملة على قرية تيرمعلة حيث ساعد المليشيات الشيعية في اقتحام المزارع الشرقية الجنوبية للقرية.
مبنى محطة الكهرباء في بلدة الدار الكبيرة
اتخذت قوات الأسد من مبنى محطة الكهرباء الواقع في الأراضي الزراعية بين بلدة الدار الكبيرة وقرية تيرمعلة ثكنة عسكرية، حيث تمركز على خزان ماء بمحاذاة المحطة قناص عمل على شل حركة الطرق الزراعية الواصلة بين الدار الكبيرة وتيرمعلة.
في مطلع عام 2013 شنت كتائب الثوار معركة على حواجز قوات الأسد المنتشرة على طريق حمص طرطوس حيث تمكنت كتائب الثوار من تحرير حاجز محطة الكهرباء، ولكن لم يبق سواء أسابيع بيد كتائب الثوار، ولكن عاودت قوات الأسد وبعملية تسلل من السيطرة على محطة الكهرباء وعملت قوات الأسد على تحصينها واتخاذه مكان لحماية الحواجز التي تليها وحواجز الفرقة 26 دفاع جوي في قرية تيرمعلة.
“لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل” هذا كحال هذه المباني مهما طالت تلك الأيام السوداء تحت احتلال قوات الأسد، لابد لفجر الحرية أن يشرق وتعود هذه المباني من جديد إلى العمل لبناء سوريا الحرة.
خاص – مراسل التيار في حمص