شن الطيران الروسي وطيران الأسد غارات بالصواريخ الفراغية على قرى وبلدات في محافظات دمشق وحلب وحمص في خرق متواصل للهدنة في يومها الثالث، وذلك رغم تأكيدات بأن معظم المناطق التي تعرضت للقصف خالية من أي مقار عسكرية.
حيث قال الدفاع المدني بحلب إن الطيران الروسي استهدف صباح اليوم الأحد قرى بنان والمنطار وكفركار في منطقة جبل الحص كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في جبل عزّان بالمدفعية الثقيلة قرى كفر ابيش والبويضة وجبل المدورة بريف حلب الجنوبي، فيما شنت طائرات حربية تابعة للنظام غارات على مدينة الأتارب بريف حلب، مما أسفر عن إصابة مدنيين ودمار واسع في الأبنية والممتلكات.
وكانت الهيئات المدنية في الأتارب أعلنت في وقت سابق أن المدينة خالية بشكل كامل من أي مقار عسكرية. وكانت الشبكة السوية لحقوق الإنسان قد أكدت أمس بأن قوات النظام استهدفت قرى كفركار وبنان الحص والزيارة وخان العسل وكفرحمرة بقذائف المدفعية، كما أدى القصف إلى استشهاد طفلين وإصابة آخرَين جراء قصف مدفعي مصدره مدرسة الراموسة على بلدة كفرداعل غربي حلب.
هذا فيما واصلت قوات النظام ومليشيات حزب الله انتهاكها لوقف إطلاق النار في محافظات عدة، وعلى رأسها منطقة وادي بردى، وأفادت مصادر ميدانية باستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 19 في قصف من قوات النظام على وادي بردى التي قطع النظام عنها الاتصالات يوم أمس السبت.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق هاجمت قوات النظام نقاطا عدة لفصائل المعارضة، وسيطرت على مزارع في منطقة المرج، فيما قالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت بلدات مضايا والميدعاني وحرزما في الغوطة الشرقية، كما فجرت أحد الأبنية في حرستا، في حين دارت اشتباكات بحي جوبر الدمشقي.
وكانت قوات النظام قد خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، أمس السبت، مما تسبب في سقوط ثلاثة قتلى بريف دمشق وقتيلين بحلب وآخر بدرعا، وأفادت مصادر ميدانية بأن القصف على وادي بردى توقف مع انتهاء المهلة التي حددتها المعارضة مهددة بالانسحاب من الهدنة.
وشنت قوات النظام ومليشيا حزب الله هجوما واسعا على منطقة وادي بردى بريف دمشق، حيث أسقطت الطائرات 18 برميلا متفجرا، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى و19 جريحا، بحسب الدفاع المدني في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف على وادي بردى توقف في الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، مع استمرار الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في منطقتي الحسينية ودير قانون.
كما أكدت مصادر ميدانية أن قوات النظام قصفت بلدات مضايا والميدعاني وحرزما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفجرت أحد الأبنية في حرستا، في حين دارت اشتباكات بحي جوبر.
وأضافت المصادر أن قوات النظام خرقت الهدنة في حلب باستهداف قرى كفركار وبنان الحص والزيارة وكفرداعل وخان العسل وكفرحمرة بقذائف المدفعية، مما أدى إلى سقوط قتيلين، كما شن الطيران غارتين على بلدة حمادي عمر في الريف الشرقي لحماة.
وذكرت شبكة شام أيضا أن محيط جسر الشغور في محافظة إدلب تعرض لقصف صاروخي، وأن المليشيات المؤيدة للنظام حاولت التقدم إلى النقاط بين مدينتي بنش وإدلب.
وفي خرق آخر للهدنة، قال ناشطون إن امرأة أصيبت بجروح بليغة في حي الوعر بمدينة حمص جراء استهدافها من قبل قناص، كما لقي شخص مصرعه بحي المنشية في درعا بالطريقة نفسها، حيث دارت اشتباكات في الحي ليتمكن مقاتلو المعارضة من سحب جثمان القتيل.
من جهة أخرى، قال مصدر أمني بقوات النظام إن شخصين يرتديان ملابس عسكرية اشتبكا مع عناصر من قوات الأمن أمام مقر حزب البعث بمدينة طرطوس، مما دفعهما إلى تفجير نفسيهما وقتل اثنين من عناصر الأمن ومدني واحد.
وكان المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض “أسامة أبو زيد” قد قال، في وقت سابق، إن فصائل المعارضة التي وافقت على الهدنة أمهلت روسيا لوقف هجوم قوات النظام والمليشيات الموالية لها على وادي بردى والمناطق الأخرى، مؤكدا أن عدم وقف الهجوم على وادي بردى يعفي الفصائل من التزامها بالهدنة.
كما أكد أبو زيد إن فصائل المعارضة التي وافقت على الهدنة لم تتلق أي رد على المهلة التي حددتها لروسيا لوقف هجوم قوات النظام والمليشيات الموالية لها على وادي بردى والمناطق الأخرى. وأضاف أن أي اتفاق هدنة لن يمر دون وقف حقيقي لإطلاق النار.