قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” إن فكرة المناطق الآمنة لن تنجح داخل سوريا في حماية الفارين من الحرب الدائرة في البلاد منذ ما يقرب من ست سنوات.
جاءت تصريحات غراندي عقب لقائه بالرئيس اللبناني “ميشيل عون” ومطالبة الأخير للأمم المتحدة، التي يقدر جهودها في رعاية شؤون النازحين السوريين المنتشرين على الأراضي اللبنانية، وأنه يرى على المجتمع الدولي أن يعمل لتسهيل عودة هؤلاء النازحين إلى بلدهم عبر إقامة أماكن آمنة في سوريا لاستقبالهم بالتنسيق مع النظام
وقال غراندي من بيروت “بصراحة.. لا أرى في سوريا الظروف المواتية لإقامة مناطق آمنة فعالة وناجحة”. وتابع “في ظل التشظي وعدد الأطراف المتقاتلة ووجود جماعات إرهابية فهو ليس المكان الصحيح للتفكير في مثل هذا الحل”.
وأضاف غراندي، الذي زار سوريا أيضا أن وكالته لم يتواصل معها أي طرف بشأن خطط المناطق الآمنة، وليس لديها أي تفاصيل عما قد يشكل منطقة آمنة وكيفية تنفيذها، في معرض تلميحه للتصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بهذا الخصوص.
وأفاد غراندي “دعونا لا نضيع الوقت في التخطيط لمناطق آمنة لن تقام لأنها لن تكون آمنة بما يكفي للناس للعودة.. دعونا نركز على التوصل للسلام حتى يصبح كل شيء آمنا، في ذلك الهدف يجب أن نستثمر”.
وكان النظام السوري قد أعلن في وقت سابق أن أي محاولة لإقامة ما يسمي بمناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق معه هي “عمل غير آمن” ويشكل انتهاكا للسيادة السورية.
كما طالب وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” الرئيس الامريكي بأن يكون “أكثر تحديدا” بشأن اقتراحه المتعلق بالسعي لإقامة “مناطق آمنة” في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده تنتظر تقديم مزيد من التفاصيل بخصوص هذه المبادرة، وذلك عقب تأكيده استعداد موسكو لدراسة تطبيق هذه الفكرة شرط موافقة الأسد عليها.
وكان الرئيس “ميشيل عون” قد أبلغ غراندي لدى استقباله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا أن لبنان الذي يقدر الجهود التي تبذلها المفوضية في رعاية شؤون النازحين السوريين المنتشرين على الأراضي اللبنانية، وأنه يرى أن على المجتمع الدولي العمل لتسهيل عودة هؤلاء النازحين إلى بلدهم عبر إقامة أماكن آمنة في سوريا لاستقبالهم، بالتنسيق مع الحكومة السورية”.
وأكد عون “أن لبنان بدأ مرحلة النهوض على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها والانعكاسات السلبية على اقتصاده نتيجة النزوح السوري، ولاسيما أن عدد النازحين فاق مليونا ونصف مليون نازح”.
وأضاف أن “لبنان ليس في وارد إلزام أي من النازحين العودة إلى سوريا في ظروف أمنية غير مستقرة، لكن لا بد من عمل دولي جامع لإيجاد المناخ المناسب لتسهيل العودة، لأن بقاءهم في لبنان لا يمكن أن يدوم إلى الأبد، خصوصا أن ظروف عيشهم على الأراضي اللبنانية ليست مريحة”.
وشدد عون على “أهمية نجاح الحل السياسي في سوريا والذي يتم العمل عليله حاليا مع الاستمرار في مواجهة الإرهابيين اينما وجدوا”.
وكان غراندي قد نقل إلى عون تأكيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على الاستمرار في تقديم المساعدة للبنان، ولاسيما في ما يخص رعايتها شؤون النازحين السوريين، مقدرا ما قدمه اللبنانيون في هذا الاتجاه، ومشيرا إلى أن المفوضية تواصل التنسيق مع منظمات الامم المتحدة كافة، وتبحث مع الحكومة السورية في وضع مخططات لعودة تدريجية للنازحين الراغبين في العودة. وقال ان المفوضية رعت برنامجا مع عدد من الدول لاستضافة نازحين سوريين، وتحققت حتى الآن استضافة 30 ألف عائلة في كندا وأمريكا.