عقد وزراء خارجية دول مجموعة أصدقاء سوريا اجتماعا في مدينة بون، العاصمة الألمانية القديمة، على هامش اجتماعات قمة “مجموعة العشرين” G20 بهدف إيجاد أرضية مشتركة قبل بدء الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف.
وشارك وزير الخارجية الأمريكي الجديد “ريكس تيلرسون” لأول مرة في الاجتماعات، محتلا مكان الوزير السابق “جون كيري”. فيما أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن المعارضة السورية ستشارك في مباحثات جنيف المقبلة بتمثيل شامل ورفيع. معربا عن استعداد تركيا لاستضافة “اجتماع أصدقاء سوريا” المقبل.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية، إن الاجتماع تناول التطورات الراهنة في سوريا، بحضور وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والأردن، إضافة إلى فيدريكا موغريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
وأشارت المصادر إلى أن الوزير التركي أطلع المشاركين في الاجتماع على معلومات حول التطورات الجارية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، والجهود المبذولة بخصوص تعزيزه، وحول المشاورات السياسية المتعلقة باستئناف المفاوضات السورية في جنيف.
وكان مصدر دبلوماسي فرنسي كبير قد قال في وقت سابق إن “الاجتماع بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية ودول أخرى، سيكون أول فرصة لاختبار موقف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من سوريا، وكيف يتماشى مع طريقة تفكير الإدارة الجديدة بشأن هزيمة المتشددين.
هذا فيما قال وزير الخارجية الألماني “سيغمار غابريال” إن نظام الأسد غير جاد في إجراء مفاوضات سياسية لحل الأزمة السورية، مؤكدا على ضرورة استقطاب موسكو لإيجاد الحل، في حين ذكر وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت أن نظام الأسد مستمر في الحياة بسبب الدعم الإيراني والروسي.
وأشار غابريال في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي إلى أن واشنطن ستدعم التسوية السياسية قبل انطلاق مفاوضات جنيف، مضيفا “لن يكون نظام الأسد في سوريا جادا في مفاوضات سياسية، وهذا ما يدفعنا لكسب روسيا ضمن صفوفنا بوصفها مفاوضا جادا وملتزما بمفاوضات جنيف القادمة، هذه مفاوضات يجب أن تكون قائمة على شراكة دولية صلبة”.
وتعليقا على المفاوضات الجارية بشأن الملف السوري، أوضح وزير الخارجية الألماني أن جميع المشاركين في اجتماع بون يريدون حلا سياسيا في سوريا، وأن وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” شارك بفاعلية في المناقشات، وكان محط أنظار شركائه المهتمين بمعرفة موقف إدارة دونالد ترامب من الملف السوري.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسية “جان مارك ايرولت” إن نظام الأسد مستمر في الحياة بسبب الدعم الإيراني والروسي، وسخر من تصريحات أدلى بها بشار الأسد للإذاعة الفرنسية زعم فيها سيطرته على البلاد وقدرته على ضمان استقرارها.
ورأى ايرولت أنه من المهم والضروري أن يقوم حوار وثيق مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة السورية، كما طالب روسيا بالضغط على نظام الأسد للتوقف عن اعتبار المعارضة بكاملها إرهابية، مما قد يفشل مفاوضات جنيف.
يذكر أن مفاوضات جنيف ستنطلق في 23 شباط/فبراير الجاري، ومن المقرر أن يلتزم جدول أعمالها بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي يهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا، وفق 3 نقاط رئيسة هي وضع أسس الحكم المقبل والاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك وفقاً لما صرح به المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “استيفان دي ميستورا.