قتلت امرأة وطفلة وأصيب عدد آخر في غارات على الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، فيما ناشد الأهالي في بلدة مضايا فك الحصار الجائر عليهم والكف عن تجويعهم من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني.
حيث شن طيران النظام الحربي غارات عنيفة على أحياء مدينة دوما بالغوطة الشرقية ترافقت مع قصف مدفعي عنيف أدى لسقوط شهيدتين أحداهما طفلة وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين بينما تعرضت مدينة حرستا لقصف بقذائف الهاون والمدفعية، كما تعرضت بلدتي مضايا وبقين لقصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة وإستهداف مباشر من قبل قناصو حزب الله ما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى.
وألقت قوات النظام براميل متفجرة على بلدة “مغير المير” في الغوطة الشرقية، فيما تعرضت أحياء القابون وتشرين وجوبر وبساتين حي برزة لقصف مدفعي وصاروخي وبصواريخ الفيل بشكل عنيف من قبل قوات النظام أوقع عددا من الجرحى في صفوف المدنيين.
كما سقطت عدة قذائف هاون مجهولة المصدر على حيي العدوي والتجارة ما أدى لسقوط قتيلين و3 جرحى من المدنيين.
ومن جهة أخرى، تمكن الثوار من التصدي لمحاولة تقدم قوات النظام على جبهة بلدة جسرين بالغوطة الشرقية وسط قصف مدفعي وبقذائف الهاون من قبل قوات النظام على المنطقة.
هذا فيما يستمر التصعيد من جانب قوات النظام لليوم الثالث على التوالي في حييْ القابون وتشرين بدمشق. حيث أدى القصف إلى إصابة عدد من المدنيين. كما منعت قوات النظام خروج عشرات العائلات إلى مناطق سيطرتها وهددت جموع المواطنين بإطلاق النار إذا لم يغادروا باتجاه الغوطة الشرقية حصرا.
إنسانيا، يعاني الأهالي في معظم المناطق المحررة في دمشق وريفها من الغارات والقصف والقنص بالإضافة إلى الحصار الجائر، وأطلق الأهالي في مدينة مضايا صرخات استغاثة لفك الحصار وتوقف أعمال الاستهداف التي يقوم بها عناصر النظام وحزب الله.
وقالت سيدة من مضايا، بحسب تقرير لموقع الجزيرة: إن “باتت تفاصيل معاناتنا اليومية مملة لكثيرين، يمرون بها مرور الكرام وهم يتصفحون نشرات أخبار الحرب السورية، دون أن يعرفوا أن كل يوم جديد من الحصار والقصف يعني بالنسبة لنا موتا جديدا”.
وناشدت السيدة كافة الأطراف القادرة على الضغط على النظام وحزب الله لإنهاء حصار البلدة، والتوقف عن استهداف سكانها بالقصف والتجويع.
ويعيش في هذه البلدة الجبلية ما يقارب أربعين ألف نسمة في ظروف معيشية قاسية تفتقد لأبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء، وتزيد من وطأتها فقدان وسائل التدفئة في ظل برد قارس، عازية الأمر إلى الحصار المطبق الذي يفرضه النظام وحزب الله منذ نحو عام ونصف العام.
ويعد الشهران الأخيران الأشد وطأة، بحسب العديد من سكان مضايا، مع ارتفاع وتيرة القصف والقنص التي أوقعت عشرات الضحايا والجرحى، وتسببت في دمار المزيد من المنازل التي تؤوي كل منها عشرات المدنيين وتحميهم، ولو جزئيا، من الموت.
ويؤكد أحد ناشطي البلدة صعوبة الظروف المعيشية في مضايا مع نفاد كافة أنواع الوقود والأخشاب، والشح الكبير في الأدوية والتحذيرات من نفاد المواد الغذائية.
ويضيف الناشط الإعلامي “حسام محمد” أن الناس لجؤوا لحرق ما تبقى لديهم من أثاث وأقمشة بهدف الحصول على بعض الدفء مع تدني درجات الحرارة في البلدة الجبلية، أما مخزون المواد الغذائية فقد اقترب من الانتهاء مع استهلاك آخر ما حصلوا عليه من مساعدات أممية أواخر العام الفائت.
وبالنسبة للوضع الطبي فيعد من الأسوأ حالا، مع تزايد انتشار الأمراض وارتفاع أعداد جرحى القصف والقنص الذين يقوم على علاجهم طبيب بيطري يساعده طالبا طب أسنان في ظل غياب الأطباء والكوادر المختصة عن البلدة وعدم توافر المعدات الطبية اللازمة لعلاج الحالات الحرجة.
ونتيجة تدني مستوى الرعاية الطبية في مضايا توفي سبعة مدنيين خلال الشهر الحالي، منهم امرأة حامل وافتها المنية مع طفلها أثناء الولادة، وشاب في الثلاثين من عمره لم يصمد طويلا أمام مرض الفشل الكلوي.
كما أدى القصف العنيف إلى وفاة خمسة أشخاص خلال الأيام الأخيرة الماضية منهم طفل لم يكمل الثانية من عمره، مع استمرار استهداف المدارس والمعاهد والمساجد ومنازل المدنيين من قبل الحواجز العسكرية المحيطة والتي يسيطر عليها بشكل أساسي مقاتلو حزب الله.
ويناشد أهالي مضايا كل من يستطيع التدخل لحل أزمتهم والممتدة منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك إثر دخولها في اتفاقية “البلدات الأربع” والتي تربط مصير مضايا والزبداني بريف دمشق ببلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب المحاصرتين من قبل المعارضة.
وبحسب الناشط الإعلامي، لم يعد أهالي مضايا يهتمون بدخول القوافل الإغاثية “غير المجدية” وإنما يشكل فك الحصار وفتح الممرات الإنسانية وإدخال العيادات المتنقلة أهم مطالبهم، إضافة لتنفيذ باقي بنود اتفاقية البلدات الأربع ووقف القصف والأعمال العسكرية بشكل نهائي.
ويختم: “أصابنا اليأس من إسماع صوتنا للعالم، فالوضع الميداني في مدينة إدلب يطغى على المشهد، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ما عادت تقدم لنا سوى التنديد والمطالبة وإحصاء عدد الشهداء. كم سمعت من حولي يتمنون الموت العاجل على إكمال حياتهم تحت الحصار والقصف والبرد”.