حي الوعر المحاصر آخر أحياء مدينة حمص يخضع لسيطرة المعارضة السورية، يفصله عن ريف حمص الشمالي المحرر الكلية الحربية وأوتستراد حمص – طرطوس، يقطن هذا الحي 75 ألف نسمة من السكان الأصليين ومن مهجري أحياء حمص التي احتلتها قوات الأسد.
بعد خروج كتائب الثوار والمدنيين من أحياء حمص القديمة وسط المدينة في أيار/مايو 2014 ضيّقت قوات الأسد الخناق على حي الوعر، فحوصر ما يقارب 100 ألف مدني داخل الحي وبدأت الحالة الإنسانية تزداد سوءا يوما بعد يوم، قوات الأسد سمحت مع مرور الأيام بخروج ودخول الموظفين والطلاب فقط من وإلى الحي مع منعهم من إدخال أي من المواد الغذائية أو أي شيء آخر.
اتبع نظام الأسد بمساندة روسيا وإيران سياسة التهجير القسري، وذلك من خلال السماح لمقاتلي الجيش الحر والمدنيين بالخروج إلى الشمال السوري المحرر بعد تكثيف القصف الجوي والمدفعي على المنطقة، فكان نصيب حي الوعر المحاصر خروج دفعة إلى إدلب بتاريخ 9/12/2015 وخروج دفعتين إلى ريف حمص الشمالي الأولى 21/9/2016 والثانية بتاريخ 26/9/2016.
ازدادت المعانات الإنسانية أكثر من قبل في الحي من خلال تكثيف قوات الأسد حملتها على الحي بالطيران الحربي والأسطونات المتفجرة وكافة أنواع الأسلحة مع انقطاع المواد الغذائية ولاسيما مادة الطحين بالإضافة إلى مواد التدفئة.
المدنيون في يقضون أغلب أوقاتهم اليومية في الملاجئ بسبب غدر قوات الأسد ومليشيا الرضا الطائفية التي تحاصر الحي ففي الحملة الأخير تم توثيق 37 شهيدا و150 جريحا منهم 15 حالة بتر.
أما الجانب الطبي فيشهد حالة يرثى لها بسبب انقطاع أدوية الأمراض المزمنة ولاسيما لمرضى السرطان، كما انتشرت بين الأطفال أمراض كالجرب والقمل والرشح مع عدم وجود دواء لعلاجها، كما أنه لا تتوفر مالسكنات وأدوية إلتهاب الجروح ولا حتى الشاش والقطن والبلاستر والمعقمات.
على الرغم من كل هذه الأحداث من قصف وتجويع وحصار وتهجير إلا أن أهالي الحي صغارا وكبارا يصارعون الموت بالابتسامة وإقامة فعاليات رياضية وسينمائية لا يمكن للعقل البشري أن يصدق بأن هذا الشعب ينتفض من تحت الركام.
مراسل التيار في حمص