آقبيق يتهم وفد النظام بإضاعة الوقت والخروج عن الغرض الأساسي من المفاوضات

اتهم منذر آقبيق، المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، وفد النظام في مفاوضات جنيف باللجوء إلى لعبة إضاعة الوقت عبر التحجج بمحاربة الإرهاب وإدانته وإغفال ما جاء من أجله...
منذر آقبيق المتحدث باسم تيار الغد السوري سكاي نيوز عربية

اتهم منذر آقبيق، المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، وفد النظام في مفاوضات جنيف باللجوء إلى لعبة إضاعة الوقت عبر التحجج بمحاربة الإرهاب وإدانته وإغفال ما جاء من أجله وهو التفاوض حول الانتقال السياسي، كما اعتبر آقبيق أن المفاوضات الجارية حاليا هي بالأساس جولة إدارة أزمة بسبب الحضور الدولي المنخفض المستوى وضبابية الموقف الأمريكي حيال الحل في سوريا.

حيث قال آقبيق، خلال مقابلة على قناة سكاي نيوز عربية، إن السيناريو في جنيف يكرر نفسه، عندما كنا في جنيف قبل ثلاث سنوات في 2014 كان النظام يضغط على المبعوث الأممي آنذاك السيد الأخضر الإبراهيمي، وكان النظام يتكلم فقط في موضوع الإرهاب فيما كنا نتكلم في موضوع الفترة الانتقالية والانتقال السياسي وتوصلنا في النهاية إلى جدول أعمال متفق عليه لمناقشة الموضوعين بنفس الوقت، ولكن رفض النظام ذلك، والآن يعود نظام الأسد ليلعب نفس اللعبة ويتكلم عن الإرهاب، وهذا كله نفاق، لأن نظام الأسد مارس إرهاب الدولة منذ ست سنوات، وقتل مئات الآلاف وقتل الأطفال والنساء وشرد الملايين، وهؤلاء ضباط المخابرات الذين قتلوا في حمص يوم أمس السبت يديرون مسالخ بشرية في أقبية الإدارات الأمنية التي يرأسونها وعليهم عقوبات دولية.

وحول تبني جبهة النصرة للتفجيرات الإرهابية في حمص، قال المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري: إن تنظيم جبهة النصرة تنظيم إرهابي عالمي، وما يقوم به يخدم النظام ولا يساعد الثورة، ولو أن هذا العمل قام به الجيش السوري الحر فإن هذا هدف مشروع، لأننا في حالة حرب، ومنذ أول أمس والنظام يقصف في الغوطة الشرقية وإدلب ودرعا وحمص.. ويقتل الأطفال وهذا أيضا إرهاب، والحرب في سوريا لم تتوقف، وبالتالي فإن ضباط المخابرات في نظام الأسد مازالوا يمارسون الأعمال الحربية، وهم أهدافا مشروعة، ولكن لأن جبهة النصرة تنظيم إرهابي وقامت بهذا العمل حدث خلط للأوراق سمح الجعفري أن يتكلم عن موضوع الإرهاب.

وعاد آقبيق ليؤكد أن مفاوضات جنيف بالأساس لحل الجذر الأساسي للمشكلة السورية وهو المشكلة السياسية. شعب لديه طموح بإجراء تغيير الاستبداد الذي دام لخمسة عقود ومفاوضات جنيف هي لبحث الانتقال السياسي وليس لإدانة الإرهاب أو إعلان الحرب عليه.

وحول توحد المعارضة وأثر ذلك على موقفها في جنيف، قال آقبيق: المعارضون السوريون من الواضح أنهم غير موحدين ولن يتوحدوا. في 2014 كان هناك طرفان فقط في مفاوضات جنيف (الائتلاف والنظام) والآن توجد عدة أطراف، والهيئة العليا للمفاوضات في الرياض لم تفهم رسالة المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا، وذهبت لتتفاوض بعد أن شكلت وفدها منفردة، الأمر الذي دعا دي ميستورا لدعوة أطراف آخرين. والمفاوضات السورية اليوم أصبحت حالة من المفاوضات بين عدة أطياف سياسية من الشعب السوري من جهة، وبين الاستبداد الذي يمثله النظام من جهة أخرى، ونحن الآن أمام مفاوضات من عدة أطراف وعلينا أن نعترف بهذا الواقع ونعمل من خلاله.

ونوّه آقبيق خلال الحوار بأنه في ظل الانسحاب الأمريكي من المشهد السوري وعدم تبلور الموقف الأمريكي للإدارة الجديدة حتى الآن حيال الملف السوري، مازالت روسيا لديها الكلمة العليا ومازالت هي اللاعب الأقوى والأكبر في سوريا، ولكن الذي حصل في جنيف أن روسيا لم ترسل مبعوثا خاصا إلى مفاوضات جنيف الحالية، واكتفت بتمثيل منخفض المستوى هو السفير الروسي في جنيف، وهذا يعطي انطباعا أن روسيا مازالت تنتظر هي الأخرى موقفا واضحا من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأن الجولة الحالية من جنيف هي جولة تضييع وقت وإدارة أزمة، وليست جولة يمكن أن تفضي إلى حل سياسي.

وعما يمكن للمعارضة أن تفعله وتقوم به خلال الجولة الحالية قال آقبيق إن المعارضة تطالب بمناقشة الانتقال السياسي والهيئة الحاكمة الانتقالية والانتخابات بموجب الوثائق المعروفة (بيانا جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي)، أما الأسد فلايريد ذلك، والمعارضة لم تستطع خلال السنوات الست الماضية إسقاط الأسد عسكريا بسبب مساعدة الإيرانيين والروس له، وبحسب كل المعطيات الحالية ليس ممكننا إسقاط الأسد عسكريا، وبالتالي لا يمكن فرض هذه الرؤية على الأسد، وبالمقابل لا يمكن للأسد أن يفرض أن تعود سوريا كما كانت قبل 2011. إذا كيف سيكون هناك حل في جنيف؟.. الرافعة في جنيف هي رافعة دولية بالنهاية.

وحول التعقيدات التي تعتري المعارضة السورية ووفدها المفاوض، أكد آقبيق أن تعقيدات المعارضة السورية تسبب آثارا سلبية على كل من يقول إننا نريد تغييرا ديمقراطيا في سوريا، كما تسبب تراجعات من الناحية السياسية.. مضيفا أن الحسابات السياسية الخاطئة والخلافات والمعارك البينية.. كل ذلك يسبب آثارا سلبية، ولكن كل هذه المشاكل تبقى محدودة وغير مؤثرة أمام الإرادة الدولية.. إذا أراد الآن الروس والأمريكان الحل في سوريا بغض النظر عن أي شيء آخر، سيكون هناك حل في سوريا، أما إذا لم يكن هناك اتفاق أو إرادة دولية، لن يكون هناك حل في سوريا، وطالما أن كل ما تقوم به الأمم المتحدة هو إدارة الصراع وليس الوصول إلى حل فلن يكون هناك حل، وستستمر حالة المراوحة في المكان كما هي عليه الآن.

كما لفت آقبيق إلى أن استيفان دي ميستورا هو ممثل لمنظمة الأمم المتحدة، والمنظمة بحد ذاتها تخضع لإرادة الدول الأعضاء، وخصوصا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعلى الأخص في الملف السوري الذي تتحكم به روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ودي ميستورا ليست لديه إرادة خاصة به، وعندما يكون هناك اتفاق أمريكي روسي على الحل يستطيع دي ميستورا تحقيق اختراق باتجاه الحل، أما إن لم تكن هناك إرادة دولية فكل ما يقوم به دي ميستورا هو محالة إرضاء جميع الأطراف وإيجاد نوع من التوافقات دون أن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة طالما لم تتبلور إرادة الدول الكبرى.

وأشار آقبيق إلى أن مباحثات أستانة منحت فصائل المعارضة السورية دورا أكبر في المجال السياسي، مع كونهم ممثلين في هيئة الرياض، ولكنهم وبعد أستانة طالبوا بدور أكبر في وفد جنيف، وهذا كله جزء من الفوضى داخل المعارضة السورية، وقال آقبيق إنه لا يتصور أن فصائل المعارضة الثورية مؤهلة لأن تخوض مفاوضات سياسية على هذا المستوى مع التأكيد على دورها الهام في دعم هذه المفاوضات وليس أن تمارسها بنفسها.

وعن أخطاء المعارضة وأثرها على سير العملية التفاوضية، قال آقبيق إن منصات المعارضة السورية ارتكبت أخطاءا سياسية منها عدم إدانة جبهة النصرة أو التبرؤ منها مبكرا، ورفض التحدث إلى روسيا، وهي اللاعب الأكبر على الساحة السورية، واليوم يرتكبون أخطاء جديدة عندما لا يدركون أن جنيف يجب أن تضم الجميع، وذهبوا وظنوا أنهم سيكونون الوحيدين ولكن دي ميستورا دعا آخرين، ولفت آقبيق إلى أن الأخطاء في الحسابات السياسية تسبب إطالة في عمر الأزمة، وتؤثر بالسلب على نضال الشعب السوري من أجل التغيير السياسي والديمقراطية.

وأضاف آقبيق: لذلك فإننا كتيار الغد السوري نقول إننا نؤيد المفاوضات السياسية، ودائما نقول إن الحديث على طاولة المفاوضات أفضل ألف مرة من حديث المدافع وتبادل القصف.. لتكن هناك عملية سياسية بدون أي شروط، وليجلس الفرقاء على الطاولة ويناقشوا كل شيء، ونحن في تيار الغد السوري عندما نرى أي خطأ ننبه إليه ليتم تلافيه من أجل مصلحة الشعب خلال هذه المفاوضات.

وردا على ما يقال إن النظام الآن أقوى وأن المعارضة في موقف أضعف، قال آقبيق: منذ جنيف 3 وجنيف 4 النظام لم ينتصر.. من انتصر مؤخرا هم الروس.. النظام في 2015 عندما تدخلت روسيا كان يخسر الحرب وعلى وشك السقوط، والروس قالوا ذلك وأعلنوه، والنظام لازال لا يسيطر على أغلب المناطق السورية، وليس لديه أي قدرة على استعادة سوريا سياسيا وجغرافيا كما كانت قبل الثورة.. والنظام اليوم عبارة عن طرف من الأطراف يجب أن يجلس في جنيف ويتوقف عن المكابرة ويتعاون في موضوع الانتقال السياسي، وهذا هو الطريق الوحيد ولا يوجد أي طريق آخر.

وحول ما جرى في حمص ومطالبة النظام بالتركيز فقط على محاربة الإرهاب قال آقبيق إن النظام لم ولن ينجح في لفت الانتباه إلى موضوع الإرهاب دون الخوض في الحل السياسي فهذه الأسطوانة مشروخة ومكررة وبات العالم يمجها.. وتنظيم داعش منذ ثلاث سنوات يسرح ويمرح في سوريا والنظام لا يقاتله بل يقاتل الجيش الحر والفصائل المعتدلة ويقصف ويقتل المدنيين من الشعب السوري في حلب وحمص.. وعندما وجدت التنظيمات الإرهابية النصرة وداعش في سوريا كان لدى النظام أكثر من نصف مليون جندي، ولكنه لم يحاربها، والآن بعد كل الخسائر التي مني بها النظام في جيشه لا يستطيع أن يتكلم عن محاربة الإرهاب، وهو الذي سبب دخول الإرهابيين إلى سوريا وهو من أطلقهم من سجونه، وهو الذي مارس إرهاب الدولة بحق السوريين، وبالتالي لن تنجح هذه التكتيكات التفاوضية التي يتبعها النظام حاليا، والجعفري سيعود ويكون مجبرا على مناقشة الجانب السياسي والانتقال السياسي في جنيف.

واقترح آقبيق أن كل ما على وفد المعارضة والمنصات المختلفة أن تفعله الآن هو أن تقرأ أولا السياسة الدولية بشكل صحيح، وتمارس الواقعية السياسية دون أن تتازل في سطر واحد أو حرف واحد عن بيان جنيف الصادر في حزيران 2012 والذي ينص على انتقال السلطة في سوريا إلى هيئة حاكمة انتقالية تمارس صلاحيات تنفيذية كاملة، وهذا الانتقال السياسي لا يعني إلا انتقال السلطة في دمشق من بشار الأسد وأعوانه إلى هيئة جديدة يتفق عليها خلال المفاوضات.

وأكد آقبيق على أن الوثائق الأممية والدولية التي تتكلم عن الانتقال الديمقراطي في سوريا هي في صالح المعارضة، وما على المعارضة فعله هو أن تتمسك بهذه الوثائق، وما عدا ذلك يمكنها أن تمارس مرونة هنا وهناك.

كما نوّه آقبيق بالتقارب التركي الروسي على حساب دعم أنقرة للمعارضة، وأن على المعارضة أن تعود إلى الاعتماد على الظهير العربي، وأن تتوجه مجددا نحو الدول الأوروبية لإعادتها إلى المشهد، لأن ذلك من شأنه أن يحدث التوازن المطلوب خلال المفاوضات في جنيف، وعلى المعارضة أن لا تسمح باستفراد روسي تركي إيراني بالمشهد السوري.

كما أشار آقبيق إلا أن غياب الولايات المتحدة والمجموعة الأوربية والدول العربية أثر على المعارضة وعلى الملف السوري، وعلى المعارضة الآن أن تستمر بالحوار مع روسيا بما أن روسيا هي اللاعب الأكبر. والأهم في الوقت الحالي أن تستمر بمحاولة جذب روسيا لتكون وسيطا محايدا، أو على الأقل أن تلتزم بما وقعت عليه في جنيف وفيينا إلى أن تأتي واشنطن وتقول وتعلن موقفها من الحل في سوريا وتتفق مع روسيا عليه.

أقسام
الأخبار المميزةحوارات

أخبار متعلقة