كرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه بقائد القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل، دعوته إلى صوغ استراتيجية دولية مشتركة لمواجهة تنامي خطر الإرهاب، مؤكداً أهمية العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، خصوصاً على الصعيد العسكري.
جاء ذلك فيما غادر وزير الخارجية المصري “سامح شكري” يوم أمس الأحد القاهرة متوجهاً إلى العاصمة الأمريكية في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها نظيره الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأمريكي، ونواباً في الكونغرس، للتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس السيسي اإلى واشنطن.
وكان الرئيس السيسي قد استقبل أمس قائد القيادة المركزية الأمريكية، في حضور قائد الجيش المصري صدقي صبحي، ونوه بأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، خصوصاً على الصعيد العسكري الذي شهد على مدار عقود تعاوناً مثمراً بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة للجانبين والمنطقة والعالم.
وأكد الرئيس المصري خلال اللقاء أن تنامي خطر الإرهاب والتهديدات التي يفرضها على دول المنطقة والعالم “يحتم ضرورة زيادة التنسيق على الصعيد الدولي للتوصل إلى استراتيجية مشتركة ومتكاملة لمواجهة تلك التحديات”، مشيراً إلى أن مصر “لم تدخر وسعاً في سبيل مكافحة تنامي الإرهاب والفكر المتطرف، خصوصاً على مدى السنوات الثلاث الماضية”.
ونقل بيان رئاسي مصري تأكيد المسؤول العسكري الأمريكي خلال اللقاء حرصه على التنسيق مع المسؤولين المصريين، منوهاً بأهمية الدور المحوري والرئيس لمصر في المنطقة، وبرغبة الولايات المتحدة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية معها، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، إذ تعد مصر أحد أهم شركاء الولايات المتحدة في المنطقة. وأعرب فوتيل عن تقديره الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن مهمة القيادة المركزية الأمريكية هي التعاون مع الحلفاء والشركاء لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أن اللقاء تناول كذلك “آخر التطورات على صعيد الأزمات التي تمر بها المنطقة، حيث أكد الجانبان أهمية استمرار العمل على التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات باعتبارها الوسيلة المثلى لإنهاء الصراعات وتفادي سقوط الضحايا الأبرياء، وإعادة السلام والاستقرار لهذه الدول”.
ويأتي الاجتماع متزامناً مع مشاورات مصرية فرنسية عقدت أمس في باري، في مجال مكافحة الإرهاب. وترأس الوفد المصري، وفقاً لبيان وزعته وزارة الخارجية المصرية، مدير وحدة مكافحة الإرهاب الدولي الوزير مفوض خالد عزمي بمشاركة ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية.
وأوضح البيان أن جولة المشاورات “تناولت عرض الجانبين المصري والفرنسي تقويمهما لما يواجهانه من تهديدات أمنية، كما تم تبادل الرؤى ووجهات النظر في شأن التطورات الإقليمية في كل من سوريا وليبيا وتداعياتها على الأمن الإقليمي والأوروبي”. وأضاف: “تطرق الجانبان إلى سبل تفعيل التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصاً ظاهرة المقاتلين الأجانب، وكذا الاتفاق على تنسيق المواقف بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب”.