فيلم “الخوذ البيضاء” يفوز جائزة الأوسكار ويحظى بخمسين مليون مشاهدة

فاز الفيلم الوثائقي القصير “الخوذ البيضاء” بجائزة الأوسكار في دورتها 89 والذي تناول جانبا من عمل رجال الإنقاذ في منظمة الدفاع المدني السوري والمنتشرين في المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة...
الدفاع المدني السوري فيلم White Helmets

فاز الفيلم الوثائقي القصير “الخوذ البيضاء” بجائزة الأوسكار في دورتها 89 والذي تناول جانبا من عمل رجال الإنقاذ في منظمة الدفاع المدني السوري والمنتشرين في المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.

حيث لاقى الفيلم استحسان وإعجاب المحكمين في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية بهوليوود وتسلم مخرجه ومنتجته الجائزة خلال احتفالية عالمية تمت ليلة يوم أمس.

والفيلم الذي تجاوزت مدته النصف ساعة وحمل عنوان The White Helmets من تصوير المتطوع “خالد الخطيب” وإخراج البريطاني من أصول هولندية “أورلاندو فون اينسيديل” وإنتاج “جوانا ناتاسيغارا” من شركة “نيتفليكس”.

ويروي الفيلم الذي وصفته شركة الإنتاج على موقعها بأنه “ملهم عاطفي واقعي قاسٍ” القصص اليومية لمتطوعي الدفاع المدني السوري وتضحياتهم في إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى والمصابين وإطفاء الحرائق ونزع الألغام وجمع بقيا وأجزاء القنابل العنقودية نتيجة قصف قوات الأسد والطيران الروسي على مناطق المعارضة.

وقد شاهد الفيلم حتى الآن أكثر من 50 مليون مشترك من 90 دولة من خلال موقع شركة الإنتاج “نيتفليكس”. فيما حظي برومو الفيلم على يوتيوب 680 ألف مشاهدة.

وتسلم الجائزة مخرج الفيلم “أورلاندو فون اينسيديل” ومنتجته “جوانا ناتاسيغارا” فيما لم يتمكن المصور خالد الخطيب ورئيس منظمة الدفاع المدني رائد صالح من المشاركة بسبب منع السلطات الأمريكية للخطيب من دخول أراضيها مع أنها كانت قد منحته تأشيرة دخول في وقت سابق.

ولكن مخرج الفيلم قرأ رسالة “الدفاع المدني” التي وجههوها للحضور في حفل الأوسكار والعالم “نحن ممتنون جدًا لأن هذا الفيلم تمكن من إيصال عملنا إلى العالم. اعتمدنا آية من القرآن شعارًا لنا وهي: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا. لقد أنقذنا حياة أكثر من 82 ألف مدني خلال عمليات انتشال الجثث والضحايا إثر عمليات القصف المتواصلة. وندعو كل من يسمع رسالتنا أن يعمل على إيقاف نزيف الدم في سوريا وحول العالم”.

وطلب اينسيديل من الحضور الوقوف ليؤكدوا لفريق “الخوذ البيضاء” أنهم مهتمون بإيقاف الحرب بأسرع وقت ممكن. وقال فيما كان يتسلم الجائزة “من السهل جدًا على المتطوعين أن يشعروا أنهم منسيون خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات”.

وكان اينسيديل قد قال في مقابلة مع مجلة Europe Newsweek عن سبب سعيه وراء تقديم الفيلم: “نأمل أن يرى الناس العمل ليمنحهم الإلهام، فيتداولوا اسم الخوذ البيضاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتناقل الجمهور الموقع الإلكتروني للمتطوعين، وينشرون الفيلم الدعائي فيشاهده الجميع”. مضيفا: “آمل أن يعمل الفيلم على كسر الصورة النمطية عن الرجال في سوريا، ويكشف حقيقة الموقف على أرض الواقع هناك”.

وكانت منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” قد ترشحت لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2016، وأيّد العديد من نجوم هوليوود مثل جورج كلوني ودانيال داي لويس وغيرهم حصولها على الجائزة إلا أنهم لم يفوزوا بها. وفازوا بجائزة نوبل البديلة المعروفة بجائزة حق الحياة في أيلول/سبتمبر من العام الماضي.

كما دعمت ترشحهم صحف عالمية مثل “الغارديان” و”تايمز” البريطانية، التي أكدت أحقية “الخوذ البيضاء” بالحصول على نوبل للسلام، وهي المرة الأولى من نوعها التي تلقى منظمة سورية هذه الالتفاتة العالمية.

هذا فيما طالب وفد المعارضة الموجود حاليا في جنيف من الأمم المتحدة دعوة “الخوذ البيضاء” إلى جنيف من أجل تكريمهم أثناء المفاوضات، لدورهم الأساسي في حفظ أرواح المدنيين. لافتا إلى أن الفوز بالأوسكار نعتز به، ويستحق أولئك الأبطال تكريماً أكبر، فقد جازفوا بأرواحهم لإنقاذ الأطفال والأسر، وفقدنا الكثير منهم، وهم نخبة من الشباب.

على الطرف المقابل، وفي إطار الحملة التيي يشنها النظام وحلفاؤه في تشويه الدفاع المدني السوري، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فوز فيلم “الخوذ البيضاء” بجائزة الأوسكار.

وقالت زاخاروفا “في الـ30 من تشرين الثاني/نوفمبر، حذرنا من سعي ما يسمى بالـ”القبعات البيض” للحصول على جائزة نوبل للسلام. هؤلاء يدَّعون أنهم أنقذوا حياة آلاف الأشخاص، ولكنهم كانوا يقومون بتسجيل مقاطع فيديو احترافية صغيرة، ولا يخجلون من نشر هذه المقاطع على الانترنت.

وأضافت: “ماذا نسمي هذا؟ غباء، روتين يومي، أم طموحات غير شرعية؟ وكم عدد هذه التمثيليات التي قاموا بتصويرها؟، للأسف لن نستطيع معرفة إن كانت هذه المقاطع المصورة حقيقية أم لا. هذه الفيديوهات تعبر عن السلوك الغريب واللاأخلاقي لمن يقوم بتصويرها. ويمكن اعتبار هذه المقاطع نموذجًا لتصوير وتمثيل المعاناة. ولذلك بالتحديد تم ترشيحهم لجائزة الأوسكار وليس لجائزة نوبل للسلام.

وختمت زاخاروفا: “لقد حذرت سابقاً من أن كل ما تقوله وزارة الخارجية الروسية هو فقط الحقيقة. تابعوا الأخبار فقط على موقع الوزارة”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة