أعرب وزيرا الخارجية الفرنسي “جان مارك إيرولت” والبريطاني “بوريس جونسون” عن الأسف إزاء رفض مشروع قرار أممي يفرض عقوبات على مرتكبي هجمات كيميائية في سوريا، فيما عبرت المندوبة الأمريكية “نيكي هايلي” عن حزنها لقيام دول بخلق الأعذار لدول أخرى تقتل شعوبها.
وجاءت هذه المشاعر الدولية إثر استخدام روسيا والصين حق النقض لمنع صدور قرار أممي يفرض عقوبات على مرتكبي هجمات كيميائية في سوريا، كما اعترضت عليه أيضا بوليفيا، في حين امتنعت كل من مصر وكازاخستان وإثيوبيا عن التصويت، وصوتت 9 دول لصالح مشروع القرار.
وقال الوزير الفرنسي “جان مارك إيرولت” في بيان له إن “روسيا قررت استخدام حق النقض ضد النص” الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، معتبرا أنها بذلك تتحمل “مسؤولية كبيرة إزاء الشعب السوري وباقي الإنسانية” فيما لم يشر البيان للفيتو الصيني.
وتابع “من غير الممكن السكوت في سوريا عن استخدام النظام وداعش للأسلحة الكيميائية وحتى ضد السكان المدنيين”، مضيفا أنه من الضروري عدم “ترك هذه الجرائم تمر من دون عقاب”.
وأضاف أن فرنسا “تعرب عن الأسف الشديد لأن مجلس الأمن الدولي لم يكن قادرا على التوحد لاستخلاص العبر من أعمال من هذا النوع”. داعيا المنظمة الدولية إلى “عدم الاستسلام أمام التجاوزات التي يعاني منها الشعب السوري”. وخلص إلى أن عدم انتشار الأسلحة الكيميائية “محك أساسي للسلام والأمن الدوليين”.
من جهته، عبر “بوريس جونسون” وزير الخارجية البريطاني في بيان له عن “خيبة أمله الشديدة” محملا المسؤولية إلى الصين وروسيا اللتين اختارتا “منع أي تحرك”.
ومن جانبها، قالت المندوبة الأمريكية “نيكي هايلي” بعد التصويت إنه يوم حزين في مجلس الأمن الدولي عندما تبدأ دول بخلق الأعذار لدول أخرى تقتل شعوبها، معتبرة أن العالم بات مكانا أكثر خطورة بالتأكيد بعد هذا الفيتو المزدوج.
هذا فيما قال مدير قسم الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش “لويس شاربونو” إن قرار روسيا والصين الذي يدعو للسخرية اليوم يبعث رسالة واضحة بأن نشر أسلحة محظورة في سوريا يمكن أن يمر دون عقاب.
وأضاف شاربونو أن روسيا تقوم بتقويض الحظر الدولي الأكثر احتراما في العالم بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، داعيا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى ضرورة استكشاف ومتابعة سبل بديلة للمساءلة عن الجرائم الخطيرة التي اقترفتها حكومة الأسد.
من جهتها، قالت رئيسة مكتب منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة “شيرين تادرس” إن روسيا والصين تستخفان بأرواح الملايين من السوريين من خلال عرقلة مشروع القرار.
يذكر أن مشروع القرار اقترح فرض عقوبات تشمل تجميد ودائع ومنع من السفر على 11 مسؤولا عسكريا في نظام الأسد، إضافة إلى فرض عقوبات على عشر مؤسسات تابعة للنظام، وحظر توريد طائرات مروحية أو قطع غيارها إلى سوريا بسبب استخدام النظام تلك المروحيات في هجماته الكيميائية على المدنيين.
وهذه هي المرة السابعة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض “الفيتو” لحماية النظام في سوريا، كما أنها المرة السادسة التي تنضم فيها الصين إلى روسيا في الاعتراض على قرارات أممية تتعلق بسوريا.