ترامب يجدد تعهده بإعادة أمريكا لعظمتها

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطاب ألقاه في مجلس النواب بتجديد الروح الأمريكية التي لا يمكن فصلها عن تدابير صارمة حيال الهجرة وبالعمل على توحيد البلاد لإنجاز المشاريع...
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجلس الشيوخ Victims of Immigration Crime Engagement

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطاب ألقاه في مجلس النواب بتجديد الروح الأمريكية التي لا يمكن فصلها عن تدابير صارمة حيال الهجرة وبالعمل على توحيد البلاد لإنجاز المشاريع الكبرى في الولايات المتحدة التي جاء من أجلها دون إغفال دور أمريكا على الصعيد الدولي.

وقال ترامب خلال اللقاء الذي حضره بالإضافة إلى النواب الأمريكيين أعضاء مجلس الشيوخ ووزراء وقضاة من المحكمة العليا إن “فصلا جديدا من الفخر الأمريكي يبدأ الآن”.

وأكد ترامب على وعوده خلال الحملة الانتخابية التي خاضها بتوفير “ملايين الوظائف” للمواطنين الأمريكيين، منددا باتفاقات التبادل الحر المضرة ببلاده، ومشددا على أن مكافحة الجريمة ستكون بين الأولويات الرئيسية لإدارته.

وخلافًا للعادة، كان ترحيب الديموقراطيين بترامب فاترًا، حيث ظلوا جالسين في مقاعدهم مكتوفي الأيدي دون أي تعبير على وجوههم، كما ارتدت نحو 40 نائبة ديموقراطية اللون الابيض الذي يرمز الى الدفاع عن حقوق النساء كنوع من الاحتجاج الصامت. فيما كان الجمهوريون يصفقون دون توقف ويقفون تحية عند ذكر المشاريع الكبرى مثل تشييد أنابيب للنفط وإقامة جدار على الحدود مع المكسيك ومكافحة “الإرهاب الإسلامي المتطرف” وحتى عند ذكر شعار “لنعيد أمريكا عظيمة مجددًا”.

وتعهد ترامب مرارا باتخاذ اجراءات صارمة جدا على الحدود، وقال “عندما نطبق أخيراً قوانيننا حول الهجرة، سنزيد الرواتب وسنساعد العاطلين عن العمل وسنوفر مليارات الدولارات وسنعزز أمن مجمعتنا”. وكان ترامب قد دعا أرملتي شرطيين من كاليفورنيا قتلا بأيدي مهاجر غير شرعي في 2014.

كما تحدث ترامب عن إصلاح تشريعي دون أن ياتي على ذكر تطبيع أوضاع المقيمين بشكل غير شرعي، واقترح استبدال النظام الحالي بنظام يقوم على “الجدارة”. معلنا عن تشكيل مكتب خاص لضحايا جرائم الهجرة يحمل اسم “مكتب ارتباط ضحايا جرائم الهجرة” Victims of Immigration Crime Engagement أو “فويس”. وشدد “سنعطي صوتًا للذين تتجاهلهم وسائل الإعلام وتسكتهم المصالح الشخصية”.

اقتصاديا، تعهد ترامب بإجراء إصلاح مالي تاريخي من خلال تخفيض كبير للضرائب على الطبقة المتوسطة من شأنه أن يتيح للشركات “منافسة أي كان”. قائلا “علينا العمل بحيث يصبح من السهل على شركاتنا أن تقوم بأعمالها في الولايات المتحدة، ومن الصعب عليها أن ترحل”.

كما عرض ترامب اقترحا لخطة للاستثمار في البنى التحتية، من المتوقع أن تصطدم بمعارضة عدد كبير من الجمهوريين، منددًا بأن البلاد “أنفقت مليارات الدولارات في الخارج”.

من جهته، ندد رئيس الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ “تشاك شومر” بالخطاب “الشعبوي” لترامب قائلا: “هناك تباين واضح بين ما يقوله الرئيس للفقراء وما يقوم به للأغنياء”. فيما علقت “غوين مور” النائبة ديموقراطية التي حضرت مرتدية اللون الأبيض: “هناك أمور يمكن بالفعل أن نشيد بها. لكن كيف سيسدد كل هذه التكاليف؟”.

وطلب ترامب خلال خطابه، الذي يشكل مقدمة للمعركة حول موازنة العام 2018، من النواب التصويت على زيادة تاريخية في النفقات العسكرية تبلغ 54 مليار دولار أي نحو 10%. لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين يرفضون اقتطاع أكثر من ثلث تمويل الدبلوماسية والمساعدات الخارجية.

وللمرة الأولى منذ 2006 يسيطر الجمهوريون على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب، وجدول أعمالهم مكتظ بإصلاحات قطاع الصحة والضرائب في 2017. حيث قال “بول راين” رئيس مجلس النواب: “إنها فرصة لا تحصل إلا مرة كل عدة أجيال”. لكن الغالبية لا تتفق مع الرئيس حول كل النقاط خصوصًا في ما يتعلق باستبدال إصلاح نظام الصحة المعروف بـ”أوباماكير”.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية التي تناولها ترامب بشكل مقتضب جدًا، شدد ترامب على أن دوره ليس “تمثيل العالم، بل تمثيل الولايات المتحدة”. لكنه أكد “نريد الانسجام والاستقرار وليس الحروب والنزاعات”، منوها بالتزام الولايات المتحدة بدورها في حلف شمال الأطلسي. وأضاف “زمن المعارك غير المجدية قد ولى”، مشدداً على ضرورة توحد البلاد.

وختم ترامب، الذي سجلت شعبيته تراجعًا قياسيًا بالنسبة إلى سابقيه في مطلع ولاياتهم بالقول: “هذه رؤيتنا ومهمتنا، لكن السبيل الوحيد للتوصل إليها هو من خلال وحدتنا”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة