مني تنظيم القاعدة في سوريا بضربة كبرى مع إعلان مقتل الرجل الثاني في صفوفه أبو الخير المصري عبد الله محمد رجب عبد الرحمن في غارة للتحالف الدولي على سيارة كان يستقلها قرب مدينة إدلب، في اطار سلسلة ضربات تستهدف قادة التنظيم في المحافظة خلال الأشهر الاخيرة.
حيث نعت “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” و”قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي”، في بيان مشترك بعنوان “تعزية باستشهاد الشيخ القائد أبي الخير المصري”، مقتله “إثر غارة صليبية غادرة من طائرة مسيرة لتشهد أرض الشام على جرم جديد من جرائم أمريكا والحلف الصليبيي”.
وجاء إعلان القاعدة مقتل المصري غداة كشف مسؤول أمريكي أن حكومة بلاده تجري تحقيقاً لتأكيد مقتل الرجل الثاني في التنظيم في غارة أمريكية في محافظة إدلب.
واستهدف التحالف الدولي المصري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال غارة نفذها في 26 شباط/فبراير على بلدة المسطومة جنوب مدينة إدلب التي تسيطر عليها مجموعة من الفصائل الإسلامية أبرزها “جبهة فتح الشام” التي كانت تعرف بجبهة النصرة قبل إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
والمصري البلغ من العمر 59 عاما هو صهر الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعتقد أنه نائب الزعيم الحالي أيمن الظواهري، وتؤكد بعض المصادر أن اسمه الحقيقي هو عبد الله محمد رجب عبد الرحمن.
ويرى تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن مقتله سيشكل “أكبر ضربة لتنظيم القاعدة منذ القضاء على ناصر الوحيشي في اليمن في حزيران/يونيو 2015”. وكان الوحيشي زعيم تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”.
والمصري من الأعضاء “الملكيين” في التنظيم بصفته عضوا في مجلس “الشورى”، وهو هيئة القيادة المركزية في القاعدة، بحسب ليستر الذي اعتبر أن مقتله سيستدعي بشكل “شبه مؤكد” ردا جهاديا “في سوريا أو أي مكان آخر في العالم”.
حيث توجه التنظيمان في بيانهما بالتعزية إلى الظواهري على “استشهاد شيبة الجهاد”. وتوعدا الولايات المتحدة “وحلفاءها ووكلاءها وجواسيسها أنه بقدر ارتقاء الشهداء يزداد منا الإصرار على بلوغ النصر والظفر والانتقام لهم”.
وكان القيادي الذي اورد البيان اسمه “أحمد حسن أبي الخير” يعد واحدا من أبرز الشخصيات في تنظيم القاعدة ذات النفوذ قبل هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، وفق مجموعة “صوفان” الخاصة للاستشارات الأمنية والاستخباراتية.
وقالت المجموعة إنه “في منزل المصري في كابول بأفغانستان أطلَع خالد شيخ محمد كبار قادة القاعدة عن التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001”.
وانضم المصري إلى جماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي كان يقودها الظواهري إبان الثمانينيات قبل الاندماج مع بن لادن في التسعينيات. وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن المصري متورط في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا العام 1998.
وكان المصري قد اعتقل مع شخصيات أخرى من القاعدة عام 2003 في إيران حيث ظلوا هناك حتى العام 2015، عندما تمت مبادلتهم مع دبلوماسي إيراني كان اختطفه الفرع اليمني في التنظيم.
ويرى محللون مواكبون للتنظيمات الجهادية أن تواجد المصري في محافظة إدلب يؤكد أهمية سوريا في استراتيجية تنظيم القاعدة. وينفذ التحالف الدولي منذ أيلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية في سوريا تستهدف الجماعات الجهادية، لا سيما تنظيم داعش.
لكن في الأشهر الأخيرة، كثف التحالف ضرباته على محافظة إدلب مستهدفا قياديين كبارا في جبهة فتح الشام كان آخرهم أبو هاني المصري الذي يعد قيادياً مخضرما في تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية حينها إنه “كانت لديه ارتباطات بكبار قادة التنظيم” بمن فيهم بن لادن والظواهري.