شدد، ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على ضرورة التزام المرجعيات الدولية في تسوية الملف السوري وباقي الملفات الإقليمية.
وقال بوغدانوف إن موسكو تسعى إلى تقريب المواقف بين الرياض وطهران، معتبراً أن الكلام عن انسحاب إيران من سوريا يرتبط بالتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة الدائرة فيها منذ ست سنوات. محذرا من سيناريوات التقسيم في المنطقة في حال فشلت التسويات السياسية للأزمات الإقليمية. ولافتا إلى مساع روسية لاستضافة حوارات عربية – إيرانية، رافضاً اتهامات وجهت لموسكو بـ”التحالف مع الشيعة ضد السنّة”، ومؤكداً أن التحالفات الروسية – الإيرانية لا تستهدف طرفاً ثالثاً.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، خلال حوار صحفي، أن مسار التسوية في سوريا يجب أن يستند إلى المرجعية الدولية واتفاقات مجموعة الدعم في فيينا، التي تحوّلت إلى قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي، معتبراً أنها تشكّل أساساً للتعامل مع المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية والعسكرية في سوريا.
وقال بوغدانوف إن روسيا تسعى إلى المساعدة في بناء نظام علماني في سوريا. يأتي من طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تجرى في الداخل والخارج، برعاية صارمة من جانب الأمم المتحدة. وجدد رفض موسكو وضع شروط مسبقة بينها رحيل بشار الأسد عن السلطة. وتساءل عن “البديل المطروح”، وقال إن أي عمليات انتقالية ينبغي أن تكون على أساس دستوري وقانوني.
واعتبر أن الحديث عن انسحاب قوات تابعة لإيران من سوريا، لا يمكن طرحه قبل التوصل إلى تسوية نهائية، مشيراً إلى أن السلطة الشرعية التي ستنتخب على أساس دستوري هي صاحبة الحق في طلب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد.
وشدد المسؤول الروسي على مبدأ السيادة ووحدة الأراضي بالتوازي مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، لكنه نبه إلى أن “حق تقرير المصير ليس مدخلًا جيداً لحل المشكلة اليمنية”، مشيراً إلى التزام موسكو وحدة الأراضي اليمنية.
وانتقد “ازدواجية الموقف التركي” حيال الموضوع الكردي، وقال إن أنقرة “تؤيد كردستان العراق وترفض كردستان سوريا”، مشدداً على أن هذا “ليس شأن تركيا أو روسيا، بل قرار شعوب المنطقة الذي يجب أن يقوم على أساس دستوري وقانوني”. وقال إن الاقتراحات الأمريكية في شأن المناطق الآمنة في سوريا ليست واضحة.